قال الدكتور عيسى الدريبي استاذ الدرسات القرآنية بجامعة الملك سعود ونائب رئيس الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه «تبيان» ، وعضو مجلس إدارة مشروع تعظيم القرآن الكريم بالمدينة المنورة: إنه لم يصم رمضان خارج المملكة لارتباطه لمدة 17عاما كإمام وخطيب جامع الامير سلطان بحي القدس في الرياض ، واضاف : لم اتغيّب يوما واحدا عن الامامة في رمضان لان هذه مسؤولية أمام الله عز وجل ، ولذلك لست مع من يترك مسجده كإمام ويذهب للعمرة في رمضان لان إمامة المسجد نفع متعدٍ ، وجهد الامام في شهر رمضان مع المصلين أكبر ، ولا يقتصر على الصلاة بهم في الفروض والتراويح ، بل في الاجابة على اسئلتهم واستفساراتهم وتنظيم الدروس والمحاضرات واللقاءات بالمسجد ، والتعرف على احتياجات أهل الحي ، وتنظيم افطار الصائمين ، لقد كان لدينا في الجامع افطار ل 250 صائما يوميا . وقال الشيخ الدريبي: إن أكثر نشاط المسجد يكون في الحي ، بين الاسر ، فتنظيم لقاءات التعارف بين ابناء الحي والتعرف على مشكلاتهم ، وتفعيل دورهم في خدمة حيهم كلها مسؤوليات لابد ان يقوم بها الامام مع جماعة المسجد ، واضاف ان المستهدف الاكثر في دروس المسجد في رمضان النساء ،من خلال المحاضرات والمسابقات ، وتذكر الشيخ الدريبي الليالي الرمضانية التي كان يقوم بها المسجد في حي القدس والتي تشمل جلسات ذكر الله والتلاوة بل والسمر ، وقال: ساعدنا في ذلك وجود مبنى مستقل بالجامع لانشطة الحي ، وهنا لابد من استثمار اقبال الناس على الله في رمضان وتجميعهم ، ولا يقتصر الامر على صلاة التراويح ثم ينصرفون من المسجد ، لابد من جذبهم للقراءة والاطلاع وتدبر آيات القرآن ومدارسة سنة رسول الله . وعن امامته للتراويح والتطويل قال الشيخ الدريبي هناك منهجان الاول ان يلتزم الامام بختم القرآن فيسرع في القراءة ويطيل في الصلاة ، والثاني : أن يقرأ بتؤدة واطمئنان ويرتل القرآن ترتيلا وليس شرطًا أن يختم القرآن ، ولكل منهج من المنهجين مميزاته ولقد جربت المنهجين في امامة المصلين في صلاة التراويح وفضلت المنهج الثاني ، وهناك مسجد يقصده المصلّون لختم القرآن والإطالة . وطالب الشيخ الدريبي الائمة والدعاة بفتح باب الرجاء امام الناس والتقرب الى الله ، وقال : ان بعض الائمة لا يعرفون الا «الخط الاحمر» وهو الترهيب والتهديد والوعيد والنار والعذاب ، رغم ان في شهر رمضان الرجاء هو المغلّب وأنه شهر تفتح فيه ابواب الجنان وتصفّد فيه الشياطين ، وتغلق ابواب النار ، وينادي المنادي يا باغي الخير أقبل ، فالله هو الذي يفتح ابواب الخير للناس فلماذا هذا الكم الهائل من التهديد والوعيد . وعن مشكلات الحي ودور الامام في شهر رمضان قال الشيخ الدريبي: ليس في رمضان فقط دور الامام في الحي طوال العام مادام إماما بالمسجد ، وعليه ان يكون واسطة بين المصلين واصحاب الحاجات ،ويعرف الفقراء والمساكين ومن يستحقون الزكوات والصدقات والأولى بالرعاية الاجتماعية والصحية . وعن جماعة المسجد يقول الدريبي : إن دورها مهم جدا في إعانة الامام ودعم الأنشطة في المسجد والحي والمساعدة في النظافة والصيانة ، وطالب الدريبي بعدم اخذ الاطفال صغار السن للمسجد في صلاة التراويح لأنهم يشوّشون على المصلين ، وقال: الافضل ان يخصص مبنى في المسجد لهم يكون معهم مشرف يهتم بهم ويعلمهم . وحول المهرولين بين المساجد بحثًا عن الصوت الحسن في قراءة القرآن قال الشيخ الدريبي : إن من حق كل انسان أن يبحث عن الإمام الذي يطمئن له في صلاته وحسن صوته لكن المحظور ان يترك صلاة العشاء ويبحث عن الصوت الجميل وهذا امر يقع فيه البعض ، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالقراءة الصحيحة المرتلة . وحذر الشيخ الدريبي الائمة من التمطيط في القراءة وعدم اتقان التجويد والصياح والصراخ والمدّ في غير موضعه وتصنّع البكاء والتكلّف فيه ، وقال :رسالة الائمة في ضبط التلاوة وقراءة القرآن القراءة الصحيحة كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما حذّر من المبالغة في الدعاء وعدم الاسراف فيه والتكرار والسجع والتفصيل الزائد فيه والتركيز فقط على العذاب ، وقال : لم يكن هذا حال أهل السلف ولا هديهم . وطالب الشيخ الدريبي أن يسبق صلاة التراويح درس قصير للتعرّض للآيات التي يقرأ بها الامام وشرح للكلمات الغريبة ليعيش المصلون في رحاب الايات أثناء الصلاة . وعن ميزانية بيته في رمضان قال الدريبي :ميزانية بيتي في رمضان اقل من كل الشهور لاننا نأكل وجبتين فقط لا ثلاث، داعيا الجميع الى التخفيف في المصروفات في هذا الشهر الكريم وان نعيش معاني التقوى والتقرب الى الله واستثمار الشهر في العبادة.