في مقاله الموسوم (( فما بال أبي بكر رضي الله عنه )) لفت الدكتور زيد بن علي الفضيل، نظري إلى أمر مهم للغاية، وهو تضخيم دور وحشي قاتل حمزة عم النبي صلى الله عليه وآله، ومحاولة تبييض صورته بشكل مثير للتساؤل! لقد أسلم وحشي في فترة متأخرة، وقد قبل الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه إسلامه، لكن بعد أن أمره بأن يغيب وجهه عنه، أي ألا يريه إياه، لأنه لم يستطع عليه الصلاة والسلام أن ينسى أو يتسامح شخصيا مع قاتل عمه وربيبه وحبيبه. ومنذ ذلك الوقت الذي أسلم فيه وندم على جريمته أشد الندم، غرق وحشي في حالة من الحزن والكآبة، وراح يحتسي الخمر لينسى، حتى أنه قد حد ( بضم الحاء ) حد الخمر. أما أعظم ما فعله وحشي بعد إسلامه فهو قتله مدعي النبوة، مسيلمة الكذاب، خلال حروب الردة. والمفارقة أن وحشيا استخدم نفس الحربة التي قتل بها حبيب رسول الله حمزة رضي الله عنه، لقتل عدو الله ورسوله، مسيلمة الكذاب. هذا كل ما وافتنا أخبار التاريخ به عن وحشي. أما صداقته لبلال بن رباح رضي الله عنه، فلم يرد فيها شيء، بل إن اسم الرجل لم يظهر في صفحات التاريخ قبل غزوة أحد، حيث وعدته هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بالعتق والمال إذا ما تمكن من قتل حمزة رضي الله عنه بعد أن قتل أباها في وقعة بدر. السؤال هو: لماذا تقوم الغالبية بتزوير التاريخ، ولماذا يتم تلفيق الأنباء، واختلاق القصص، في الأعمال الدرامية العربية؟ وفي مسلسل ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه، لماذا تم منح وحشي كل هذا الحيز من مساحة العمل على الرغم من أن الرجل لم يكن من الشخصيات المؤثرة قبل قتله حمزة رضي الله عنه؟ ويبقى السؤال المحير: لماذا وحشي؟! [email protected]