المجيب فضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة السؤال فضيلة الشيخ : لدي صديق أسباني أسلم من فترة، ولديه قوة إيمان، والحمد لله، وصاحب ذكر وعبادة، إلا أنه يقول: إنه لا يستطيع أن يترك الموسيقى الصينية، ولا أدري كيف أوضح له الأمر بالضبط! فأرجو منكم التوجيه. الجواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد : فإني أبارك لك على دعوته للإسلام، وإسلامه على يديك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لأن يهدي اللهُ بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حمرُ النَّعمِ»(1). هذه نعمة كبيرة جدًّا، وكل عمل يعمله هذا الرجل له أجره، ولك مثل أجره أيضًا، ثم علينا ألا نتعجب من رجل أسباني أسلم في القرن الخامس العشر الهجري، الحادي والعشرين الميلادي أن يظلَّ مستمرًّا على بعض الأمور التي اعتاد عليها، ولم يَطُق تركها ؟ ونحن نجد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وحشيَّ بنَ حرب رضي الله عنه الذي قتل حمزة وأسلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إنِ استطعتَ ألا أرينَّ وجهَك فافعلْ»، هذا قصارى ما قال له النبي صلى الله عليه وسلم، ووحشي كان مؤمناً وصحابيًّا، ولكنه ظلَّ يشرب الخمر، كما هو معروف(2)، وكذلك أبو محجن الثقفي رضي الله عنه وهو صحابي ومجاهد، ومع ذلك جُلِدَ وسُجِنَ في شربه الخمر(3). فالمقصود أن مصلحة إسلام الإنسان ترجح على هذه الأمور؛ ولأَن يكون مسلماً وعاصياً خير من أن لا يكون مسلماً أصلاً.