في الصيف، تُصْبح معظم مدن المملكة.. غير، حرّ ورطوبة في الغرب، سَمُومْ وجفاف في الوسط، طُوز ولَسْلَسَة في الشرق، أو كلّ ذلك معاً!. وإذا تعطّل مُكيِّفُ هواء في بيتك، في احدى الغُرف، كغرفة صندوق الدنيا، يعني غرفة التلفزيون، أو غرفة النوم، فأنتَ من البُؤساء الذين وصف الروائي فيكتور هيجو.. مآسيهم، والسبب هو: الوكالات التجارية التي باعَتْكَ المُكيِّف بموظّفيها الأجانب من شتّى بلاد المعمورة، ووِرَش الصيانة الشعبية التي تكثر لدينا، وتحتكر العمل فيها مافيا من أبناء السِّند: أشقائنا الباكستانيين!. الوكالات تخدمك قبل البيع، وتخدعك بعده، وتتفضّل عليكَ بموعدٍ بعيدٍ للصيانة، قد يصل لأسبوع، تخيّل.. أسبوعاً.. وأنتَ محروم من المُكيِّف، كما تُفسِّر بنود ضمان الأجهزة وِفْق مصلحتها، وتسلخك بتكلفة عالية للصيانة!. أمّا الوِرَش فهناك عاملان مُشتركان بينها يبدآن بحرف ال (غ)، هما الغِشّ والغشامة، ويروي لي صديق أنّ ورشةً أشارت إليه بضرورة تغيير كمبروسور مُكيّفه القديم بآخر جديد، فوافق، ودفع لها مئات الريالات، لكنه اكتشف أنّ الورشة فكّت القديم ثمّ أعادت تركيبه بعد توضيبه ودهانه ليبدو كالجديد!. هذا هو حال سوق التكييف لدينا: تُجّار أنانيون وجشعون، وعمالة أجنبية انتهازية واستغلالية، وموظّفو جهات رقابية يغطّون في النوم، وكلّهم يعاقبوننا بلا ذنب، فلم لا نعاقبهم بذنوبهم؟ كيف؟ بسيطة، بحبسهم في بيتٍ خالٍ من التكييف طيلة شهر رمضان، لعلّ ذلك يردعهم، ثمّ إطلاق أيدي المهنيين السعوديين في السوق، إذ لم تنفق الدولة المليارات الكثيرة على دراستهم في المعاهد ليصبحوا عاطلين، أو موظّفين حكوميين إداريين، ونحن في حاجة لكمبروسورات بشرية وطنية، تُصلِح سوق التكييف، وتُبرِّد أجسادنا الحرّانة، وتشْفي قلوبنا المغيوظة!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain