انتهت الدراسة، وأتى بعدها الصيف، زواجات وفرحة للناس، وبالنسبة لي لم يحمل إلا التعاسة. ففترة الإجازة الصيفية لا تعني لي سوى مشروع “تفريغ جيوب” من طراز رفيع، ومنشار يأكلني وهو طالع كأكله لي وهو في نزول. اعتدت هذا الوضع، اللهم لا اعتراض. لكن المشكلة أن رمضان قادم هو الآخر، وكموسم تسوق فريد من نوعه أصبح التجار ينتظرونه، ويستعدون له لافتراس أمثالي من الكادحين. اقترب رمضان وبدأت الدعايات، واستنفرت كل المحال طاقتها لتتماشى مع موسم النزف هذا بصورة جيدة، وبدأت برفع أسعارها وسط صمت مطبق من وزارة التجارة، وكل من يهمه الأمر!. كلما وصل إلى مسامعي إعلان يقول: (في شهر الخير اشتري) ..... واحصل على “معجون أسنان” مجانا. بدأ قلبي “ينغزني”، واجتاحتني خيالات، وصور للتجار مجتمعين وكل منهم قد أمسك بشوكة، وأخذوا يتناقشون في أمرنا، هل سيشووننا هذه السنة، أم من الأفضل إعدادنا في طبق “مع الباشميل” كنوع من التجديد !. إلى من يهمه الأمر، أنقذنا!!.