كم عاشق فكر أن يهدي حبيبته شيئا ما ، شيئا لا يهديه أي أحد لأي أحد ، لذا لن تكون الهدية قطعة ألماس و لا سبيكة ذهب و لا لوح شوكولا ولا كتابا و لا خلاط فواكه ، كل محب رومانسي يريد أن يثبت لحبيبته أنه يحبها حبا لم يحبه أحد من البشر لأحد من البشر ، و كلهم لسان حالهم كنزار في الحب المقارن حين قال : أنا لا أشبهُ عشاقكِ يا سيدتيِ ، فإذا أهداكِ غيريِ غيمةً ، أنا أهديكِ المطرْ ، وإذا أهداكِ قنديلاً... فإنيِ ، سوفَ أهديكِ القمرْ !! ويجيبه بعض الصحراويين ( قم بس قم ) على أساس أن هذا العرض ضرب من ( الهياط ) لا ينبغي له ، لكن وكالات الأنباء نشرت بعد ذلك تباعا ازدهار تجارة بيع أراضي القمر خاصة ليالي الأعياد العالمية ، حيث يقدم كثير من العشاق صكوك أراضٍ شاسعة على سطح القمر هدية لمن يحبون ، حيث تعتبر الأسعار في متناول الكثيرين ، إذ أن (4047 مترا مربعا) يباع الآن بمبلغ 50 دولارا فقط ( يا بلاش ) . هذا النشاط العقاري سوقته شركات أمريكية ثم شركات صينية ، أي من غربنا و شرقنا و حملت قائمة الملاك أسماء مشاهير العالم مثل توم كروز وجينيفر لوبيز وباريس هيلتون وشارون ستون بالإضافة إلى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي اشترى قطعة بخمسة ملايين دولار ، و اشترت شركة ماريوت للفنادق أراضي مطلة على كوكب الأرض ، ثم ظهرت شركات تسويق في جمهوريات التشيك ،و بدأ الزحف القمري يقترب منا أكثر و أكثر إلى أن وصل تركيا فاشترى مائة تركي أراضي على سطح القمر من موقع إلكتروني خاص وهو الأول من نوعه في تركيا، يعني أصبحت هذه الشركات على مقربة منا ربما تمارس نشاطها قبل شركات الاستقدام ، و تقدم شركات التسويق القمري إغراءاتها فالقوانين في القمر لم تسن بعد ولا حكومة للقمر ، فيسلم صاحب الأرض وثيقة تمليك باسمه تبيّن فيها إحداثيات القطعة على سطح القمر، فضلاً عن خريطة للقمر وفيها عنوان الأرض ووثيقة ملكية حقوق المعادن التي يمكن أن تُستخرج في المستقبل من تلك القطعة ، و لهذا بلغ عدد سكان الأرض الذين اشتروا قطع أراضٍ على سطح القمر أكثر من 2.5 مليون شخص من 172 بلدًا في العالم ، أتوقع أن يشتري (هواميرنا) أراضي هناك و ( يشبكونها ) هذا إن لم يكونوا ضمن المليونين و النصف الذين اشتروا فعلا و ( سأذكركم ) بحول الله .