أوضح مساعد محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية للشئون التأمينية عبدالعزيز بن هبدان الهبدان أن المؤسسة تصرف حالياً معاشات شهريه تجاوزت " 974 " مليون ريال، يستفيد منها أكثر من " 286 " ألف مستفيد يتم تحويل معاشاتهم في أول الشهر المستحق عنه المعاش بواسطة نظام التحويل السريع إلى حساباتهم البنكية التي يختارونها مباشرة. وبين أن عدد المشتركين بلغ أكثر من " 6.3 " مليون مشترك ، فيما بلغ عدد المنشآت التي يطبق عليها نظام التأمينات الاجتماعية أكثر من 343 ألف منشأة . وأفاد الهبدان أن مصروفات المؤسسة التأمينية من معاشات وتعويضات وخدمات ارتفعت خلال السنتين الماضيتين بشكل متسارع في عام 2010 م مقارنة بعام 2009 م بنسبة 25% ، وفي عام 2011 م نمت بنسبة 33.5% ، لافتا الانتباه إلى أن هذا النمو في المصروفات يشير إلى ازدياد أعداد المستفيدين وارتفاع معاشاتهم بشكل أكبر من أعداد المشتركين وقيمة اشتراكاتهم مما يرتب على المؤسسة أعباء مالية مستقبلية كبيرة للوفاء بصرف تلك المنافع للمستفيدين في الوقت الحاضر وللمشتركين في المستقبل. وأبان أن من أهم أسباب هذا التباين في نمو المنافع مقارنة بالاشتراكات هو عمر النظام حيث زاد عدد المتقاعدين وكذلك ضعف نسبة الاشتراكات الحالية وعدم توازن الحد الأدنى لأجور الاشتراك مع الحد الأدنى للمعاشات بالإضافة للتقاعد المبكر الذي يلحق أعباء مالية كبيرة على النظام. وأكد أن المؤسسة حريصة على توفر القدرة المالية اللازمة لصرف المنافع مستقبلاً وذلك من خلال استثمار مبالغ الاشتراكات وتنميتها , مبيناً أن الاشتراكات وحدها لا يمكن أن تفي بالتزامات الصندوق المستقبلية بأي حال من الأحوال. وأشار الهبدان إلى أن عمر صناديق التأمينات يقاس بعشرات السنين، وتنحصر مصادر دخلها في الاشتراكات المدفوعة وعوائد استثمار تلك الاشتراكات، وتمر بخمس مراحل عمرية, تبدأ بمرحلة جمع الاشتراكات وبناء الاحتياطيات، وبعد مرور فترة تتراوح بين 20 إلى 30 سنة تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة الصرف على المستفيدين وغالباً ما يكون تمويل مصروفات هذه المرحلة من دخل هذه الاشتراكات بحيث تفوق مبالغ دخل الاشتراكات المبالغ المصروفة. ولفت الانتباه إلى أن المرحلة الأولى والثانية هي مراحل مهمة لتكوين احتياطات مالية، بعد ذلك تأتي المرحلة الثالثة التي تتساوى فيها المصروفات مع دخل الاشتراكات، ومن ثم المرحلة الرابعة عندما تبدأ عملية تمويل المصروفات من دخل الاشتراكات والاستثمار معاً، وأخيراً المرحلة الخامسة التي تضطر عندها الصناديق إلى تسييل بعض الاستثمارات لتتمكن من تمويل المصروفات.