يفترض أن الرئيس السوري بشار الأسد يدرك أن المعركة التي يخوضها ضد شعبه التي أودت بحياة ما يربو على 18 ألف ضحية حتى الآن، وأسفرت عن تدمير أحياء ومناطق سكنية آهلة في المدن والريف السوري عن بكرة أبيها بسكانها ومرافقها ومبانيها بالدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات المروحية، هي معركة خاسرة بكل المقاييس، وأن نهايتها باتت وشيكة حيث يدور الحديث السائد الآن في الأوساط السياسية الدولية حول مرحلة ما بعد الأسد بعد أن أصبحت تلك النهاية المحتومة مسألة وقت. مؤشرات نهاية الأسد تزداد اتضاحًا يومًا بعد يوم، وآخرها انتقال المعارك بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر إلى قلب دمشق، وما صاحب ذلك من تفجيرات في مرافق رسمية حيوية كان أبرزها تفجير مبنى الأمن القومي الواقع في قلب دمشق بما أدّى إلى مقتل وزير الدفاع السوري داود عبدالله راجحة ونائب رئيس الأركان آصف شوكت، وإصابة وزير الداخلية إصابات خطيرة، إلى جانب مقتل وإصابة العديد من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين. فإذا أضفنا إلى ذلك زيادة عدد الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي وتوجههم إما إلى الانخراط في صفوف الجيش السوري الحر، أو اللجوء إلى تركيا أو دولاً أخرى لأدركنا أن أيام الأسد في السلطة باتت معدودة، لاسيما وأن العديد من المنشقين هم من المقربين للرئيس السوري، وآخرهم الضابط مناف طلاس، الصديق والحليف السابق للرئيس بشار الأسد ونواف الشيخ الفارس سفيره في العراق الذي كشف عن تعاون الأسد مع منظمة القاعدة الإرهابية، وهو ما يعتبر في المحصلة بمثابة بداية العد العكسي لنهاية هذه المهزلة التي طالت كثيرًا عن مداها بسبب دموية النظام البعثي العلوي الحاكم والدعم الروسي غير المبرر لذلك النظام المستبد بما يجعل روسيا شريكًا للأسد في قتل أطفال سوريا وتدمير مكتسبات الشعب السوري ومقدراته باستخدام سلاح الفيتو في مجلس الأمن ضد وضع حد للإبادة الجماعية للأبرياء من أبناء هذا الشعب المكلوم، وأيضًا باستخدام سلاح المدفعية والطائرات المروحية روسية الصنع في حصد أرواح الأبرياء. سقوط الأسد الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من شأنه أن يعيد الكثير من الأمور إلى نصابها.