في السنوات الاخيرة اثيرت قضية هامة تهم الجميع وهي قضية تأخر وتعثر المشاريع التنموية . اذ بلغ حجم المشاريع الحكومية المتعثرة ما يزيد على تريليون ريال خلال السنوات الاربعة الاخيرة استنادا الى مصادر رسمية حكومية ,أكد ذلك الدكتور بسام غلمان رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر المشاريع المتعثرة الذي عقد في جدة مؤخرا . 2600 مشروع تطرح تقريبا بصورة سنوية ,اكثر من اربعة آلاف مشروع متعثر في مختلف المناطق. اسباب فنية وإدارية ومالية وراء تعثر المشاريع , اكثر من 200 مليار ريال تكلفة المشاريع التي تطرح سنويا, نسبة محددة من المشاريع يتم الالتزام بتنفيذها في الوقت المحدد . وأصبحت السمة البارزة للمشاريع الحكومية التأخير والتعثر وأصبح من النادر ان ينتهي أي مشروع في موعده. ولأهمية هذه القضية فان الأمر يشير الى خلل كبير كان ينبغي التعاطي معه بجدية لتأثير ذلك على المسيرة التنموية ومستوى الخدمات المقدمة للمواطن .وقد عقدت عدة ورش عمل في الغرف التجارية, وندوات لحل هذه المعضلة ولإيجاد حلول لإنهاء الاشكالية , وآخرها جلسات ملتقى ادارة المشاريع الهندسية المتعثرة الذي نظمته الجمعية السعودية للهندسة المدنية وافتتح فعاليته صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل والذي ناقش في احدى جلساته واقع المشاريع المتعثرة في المملكة وآثارها السلبية على التنمية والخدمات . ان تأخر تنفيذ عدد من المشاريع يعود الى عدة اسباب اهمها اغفال عقد فيدك وعدم الالتزام والاسترشاد به والذي يضمن جميع الحقوق والالتزامات للمقاول والجهة الحكومية المتعاقد معها , ويعتمد في ترسية المشاريع على مظرفين فني ومالي . وقد طالبت بعقد فيدك قبل عدة سنوات لجنة المقاولين بالغرف التجارية برئاسة الاستاذ عبدالله رضوان , وطالبت بإنشاء هيئة عليا للمقاولين , وانشاء صندوق لدعم قطاع الانشاءات ولم تلق طلباتهم أي استجابة , تفاقمت مشكلة تعثر المشاريع, فصدر الامر السامي باعتماد آلية جديدة لعقود تنفيذ المشاريع الحكومية جاءت تحت مسمى نموذج الانشاءات العامة من اجل منع تعثر المشاريع استفردت بنشره جريدة المدينة .وسألقي الضوء عليه في المقال القادم. [email protected]