طالبت هيئة مكافحة الفساد وزارة الصحة بالتحقيق في أسباب تأخر إنجاز مستشفى شمال جدة لأكثر من 5 سنوات. وصرح مصدر مسؤول بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، أن الهيئة تابعت ما نشر في إحدى الصحف المحلية، حول تأخر تسليم مبنى مستشفى شمال جدة في مدينة جدة، وكلفت الهيئة أحد منسوبيها للوقوف على وضع المستشفى والتحقق من حالته، وتبيّن لها وجود تأخير في إنجاز المشروع لأكثر من خمس سنوات. وأشارت تم ترسية المشروع على أساس مستشفى بسعة (300 سرير) بقيمة مقدارها (139.531.539) ريالاً، ولمدة (36) شهرًا، بدأت من تاريخ تسليم الموقع للمقاول في 24/3/1426ه، ثم أعقب ذلك تعديل المواصفات، وزيادة السعة السريرية ليصبح المستشفى بسعة (500 سرير)، ممّا أدّى إلى زيادة عدد الأدوار وقسم الكلى، وتوسعة غرفة الأشعة والجراحة، وزيادة حمل الأعمال الكهربائية، وإعادة تصميمها وفق دراسة من إدارة التجهيزات. وأدّى ذلك إلى زيادة في الوقت والتكاليف المادية، الأمر الذي ينبئ أن الوزارة عندما توجهت إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفى من (300) إلى (500) سرير لم تكن لديها الرؤية الواضحة والدراسات، والتصاميم الفنية، وهو ما يؤكده طول المدد الإضافية البالغة (51.5) شهرًا؛ ليكون التاريخ المقرر لانتهاء المشروع هو 8/7/1433ه. كما أن الوزارة طلبت إيقاف إنشاء قسم الولادة بالمشروع، وتحويله إلى قسم للعناية المركزة، ممّا أدّى إلى توقف المقاول عن العمل مدة (6) أشهر، وبعد فترة تراجعت الوزارة عن هذا القرار وعاد المقاول للعمل مرة أخرى، وهو ما يوحي بعدم وضوح الرؤية أمام الوزارة لعناصر المشروع، وأن قرارها هذا لم يكن مبنيًّا على دراسة فنية أملتها الحاجة إلى إيجاد قسم وإلغاء آخر. وطلبت الهيئة من الوزارة إجراء تحقيق فيما صاحب إنشاء المستشفى من توقفات وتعطيل، وتغيير في المكونات والمواصفات، أدت كلها إلى تأخر الاستفادة منه، مع حث الخطى لاستكمال ما تبقى من أعمال المشروع للاستفادة منه في الغرض المنشأ من أجله.