آن الآن وبعد كل ما رأيته وسمعته منك أن اعترف لك فلم يعد بمقدوري أن أصمت أكثر: كم أنت بارع في العزف ...مقنع في الأداء لكن دع آلات عزفك جانباً واسمع عزفا مختلفاً ..عزفاً لا يليق إلا بك: « اعزف ما تشاء من ألحان على أوتار العاطفة ...وخذ ما تشاء طالما أسرتهم بسحر عزفك .. لكن لدي سؤال لك أنت...نعم أنت أيها المتسول ؟ لماذا لم أجد لديك مقطوعة الفرح بين مقطوعاتك الموسيقية بما أنك تحقق ما تريد ممن تريد ؟! ألا يستحقون منك عزفها عليهم ؟ أم أن اللعبة تقتضي ذلك ؟ أنت تعزف مقطوعة الحزن من أجل أن يوهبوا لك ...الفرح ! ابنِ قصورك على أحزانهم وشفقتهم عليك ...ابهرهم بأدوارك المتعددة ...يا لك من مقنع ! ..محترف أنت ..أيها المتسول ! . لكن صدقني ما كنت لتفعل كل هذا لولا أنهم أخطأوا في وضع لبنات الاحتياج في أذهانهم فجاءت أفكارهم هشة و احسانهم في غير موقع . أعرف تماماً ..أنك ابن بار للبطالة والفقر..وتتمتع بحصانة الأزمة الاقتصادية فكلما اشتدت ..ازددت أنت رفاهية ومع ذلك فهناك من يشبهك دون أن يكون له علاقة بعائلتك.. متسولو الحب و المناصب أما متسولو الحب فموهومون، هم لا يتسولون الحب وإنما يتسولون باسمه، وأما متسولو المناصب ففي كل محفل حاضرون ومصفقون ربما أعجبهم دورك وما حققت من خلاله..فتقمصوه ؟!..لا أعلم ! تعددت الأقنعة ...و بقي التسول يشير إلى ذاته ! بالمناسبة هل سمعت عن فاتنة اسمها...كرامة.؟..ربما كانت بداخلك لكن صدقني لن تشعر بها فهي تأبى أن ترتبط بمتسول ولو كان يملك الملايين وتعشق من يتمسك بها لآخر قطرة من حياته ولو كان يعيش على الحصير. سأقول لك حقيقة ليس لك أن تدركها..دخولك التاريخ لا يعني عظمتك أبداً...أيها المتسول . فالتاريخ قصر كبير لا يخلو من سلال النفايات. « خاتمة : إذا لم يوقظ عزفي الفاتنة التي بداخلك فمؤكد أنك طعنتها...بسكين تسولك. هبة العبّادي - جدة