كنت في زيارة عمل للولايات المتحدةالامريكية وخلالها زرت إحدى الجامعات الأمريكية ذات السمعة الطيبة ولاحظت أن المدينة الجامعية مكتظة بالطلاب والطالبات , وأفادني مدير الجامعة أن نسبة الإشغال فيها في فترة الصيف تصل إلى 70 % طلاباً وأساتذة , منهم من يدرس في الفصل الصيفي ومنهم من يكمل أبحاثه العلمية وآخرون في انشطة صفية لا حصر لها . . وانتقلت بي الذاكرة فورا إلى حال جامعاتنا في الصيف والتي تسير الامور فيها صيفا بسياسة الحد الادنى دراسياً , أما البحث العلمي فيتوقف أو يكاد مع شيء من الأنشطة الطلابية اللاصفية , وكدت أن أصاب بغصة لما رأيت هناك وما أعرفه هنا . إنني اعلم جازما أن وزارة التعليم العالي لها الكثير من المبادرات التطويرية وأحسب ان مبادرة تهتم بطلبة الجامعات في الصيف جديرة بالتبني من قبل الوزارة ولعلي اقترح لها - هنا - بعض الخطوط الرئيسية . إنني أقترح مشاركة 500 طالب وطالبة من كل جامعة في النشاط الطلابي الصيفي, والذين سيقومون بأنشطتهم في رحاب جامعات سعودية أخرى وليس في جامعاتهم. و لاشك ان هؤلاء الطلاب سيتعرفون على مناطق ومدن أخرى في المملكة كما وأنه سيدعم فكرة التعاون بين جامعات المملكة بحيث يكون منهم 50 - 100 طالب وطالبة مشاركين في "مشروع الطالب الباحث الصيفي " في كل جامعة بحيث يتم استيعابهم في أبحاث قائمة ومستمرة في الجامعة المستضيفة , أما بقية الطلبة المشاركين فيندمجون في المناشط الطلابية الثقافية والاجتماعية للجامعة المستضيفة . لنتصور أن هناك 100 طالب ممن أسلفت يشاركون في أبحاث قائمة ومستمرة في الجامعات السعودية مما يعني أن ما يقارب ال 3000 طالب وطالبة سيتم رفع سقف اهتماماتهم البحثية خلال فترة الصيف . ولنتصور أن المشروع سيتم تبنيه ماليا ومعنويا من مقام الوزارة لمدة 5 سنوات! . إنني أدعو إلى أن يلتقي وكلاء الجامعات للبحث العلمي وعمداء شئون الطلاب في ورشة عمل في الوزارة لتفعيل ذلك , و من المناسب أن يستعرض الطلاب والطالبات ممن شاركوا في مناشط بحثية أو ثقافية أو اجتماعية أن يعرضوا ما أنجزوه في " الملتقى الطلابي السنوي " والذي تقيمة الوزارة سنويا وأحسب أنه ملتقى ناجح بكل المقاييس. * وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة