يضطر بعض المنشدين المبتدئين أمام سطوة واحتكار شركات الإنتاج إلى الاعتماد على النفس، وإطلاق "أناشيد فردية " بإمكانيات مادية وفنية محدودة، وقد ينجح البعض ويلحق بعالم الشهرة والأضواء من خلال نشرها في اليوتيوب أو الانترنت، وقد يتعثر آخرون .. لكنها في النهاية هي محاولات جادة نحو أعمال فنية تستحق التقدير لأصحابها. "الرسالة" ناقشت قضية صعود المبتدئين لسلم الشهرة من بوابة "الأناشيد الفردية" وتقييمهم لايجابيات وسلبيات ذلك التوجه. في البداية أوضح المنشد سعيد العبدالله أن هذه الفكرة من المفترض أن يطبقها جميع المنشدين المبتدئين لأنها ستكون انطلاقة حقيقية للمنشد، حيث من الطبيعي ألا يجد المبتدئ شركة تتبناه وترعاه وهو ما يعوق نجاحه ويؤجل شهرته . وبين العبدالله أن هناك مواهب كثيرة اختفت مع مرور الوقت وذلك لعدم وجود جهات راعية لها، مشيرا إلى أن بعض الذين صعدوا في الفترة الأخيرة كانت بدايتهم الفعلية عن طريق المسابقات الإنشادية، وآخرون عن طريق الجهد الشخصي، وأوضح أن أكثر المنشدين لا يملكون القدرات المالية الكافية لرعاية ألبوماتهم أو كليباتهم الإنشادية مما جعل البعض منهم يلجأ لبعض الهواة لمعاونته في طرح منتجه الفني. أصوات جميلة وأضاف:" للأسف في وطننا العربي نرى نسبة كبيرة ممن يتملكون الأصوات الجميلة في بعض الإذاعات المدرسية أو المهرجانات الخفيفة، لكن لا نسمع عنهم إلا في فترة وجيزة، وسرعان ما يختفون عن الساحة ، وذلك لأنهم وبكل بساطة لم يجدوا أحدًا يتبنّى موهبتهم سواء من الناحية المادية أو المعنوية .. وتساءل: لماذا نتكاسل ونفرط فيمن يمتلكون أصوات عذبة". من جانبه يرى مسؤول المونتاج نايف العلي أن فكرة الألبومات والكليبات الإنشادية التي يقوم بعض الهواة بعملها قد تكون أفضل من غيرها ومنافسًا حقيقًيا في السوق، وقال:" الألبومات التي تصدرها الشركات الكبرى قد يكون بها مزايا خاصة كتوافر الاستوديوهات و المنتجين الكبار، ولكن ما يعيبها أن معظم من يعمل بها من أصحاب الشركات،ويكون تركيزهم على العامل المادي والأرباح، وليس في أجندة الكثير منهم دعم حديثي السن " وراء المادة وأشار إلى إن بعض المبتدئين يقومون بتكوين مجموعات مصغرة، ولا يهتمون بالجانب المالي قدر اهتمامهم بتكوين اسم خاص بهم، ولذلك تكون أعمالهم في غاية الجودة والإتقان حيث يهتمون بكل التفاصيل رغبة في إنتاج عمل يكون شاهدًا على موهبتهم وقدراتهم وليس سعيًا وراء المادة فقط. وبين العلي أن أصحاب هذه الكليبات “الفردية" يمتلكون الموهبة الكاملة، وقد يكون الكليب أفضل من غيره بكثير لأن من قام بها لم ينظر للجوانب المادية و عمل صباح مساء لإنتاج كليب هادف وجذاب ولكن ينقصها التسويق الجيد. أما مخرج الكليبات الإنشادية ناصر المحمد فيشير إلى أن سوق الألبومات يعانى من حركة استغلال كبيرة من المنتجين ، وان الشركات الإنشادية تقوم بعمل أي البوم أو كليب سواء إن كانت مقتنعة بفكرته أم لا، لكن المهم عندها هو أن تحصل على مبالغ مادية من إنتاج العمل. إضاعة الحقوق وبين المحمد أن من مساوئ الشركات أيضًا هو أنها عندما تتعاقد مع بعض الهواة ،و تعطيهم مبالغ زهيدة وتوهمهم بأن هذا حقهم كاملًا، وهى في حقيقة الأمر "تسرقهم" ولا تعطيهم حقوقهم كاملة ولهذا يتجه أكثر الهواة المبدعين للعمل بمفرده. من جانبه يرى عبدالله الهزازي أن انتشار النشيد والفرق الإنشادية في الساحة الإعلامية وتوافر الأجواء الإعلامية المميَّزة أعطى للنشيد حضورًا رائعًا في أوساط المجتمع ،وهيأ فرص النجاح لكثير من المنشدين الذين يمثلون أنفسهم، ويريدون إظهار مواهبهم، حيث يقومون بتجربة أنفسهم في المجال الإنشادي، بعيدا عن سطوة الفرق إنشادية كما أنهم ليسوا مشاهير، وبالتالي يحاولون بمفردهم ،وفى النهاية ينجح بعضهم . وذكر الهزازي أن هذا النوع من الأناشيد الفردية له إيجابياته حيث يتيح الفرصة للمنشد للتعبير عن موهبته دون قيود، وتعطيه دافعًا معنويًا قويًا حيث يجد من يستمع له ومن ينتقده ويعجب به ،وقد يجد فرصة للظهور الإعلامي تنقله إلى عالم الشهرة والتميز. بعض السلبيات وعن سلبيات الأناشيد الفردية قال أن مستوى انتشارها محدود حيث يحتاج المنشد لفترة طويلة حتى يحصل على مكانته الحقيقية وربما تخرج هذه الأناشيد بشكل غير متقن لعدم وجود متخصص في المجال الإنشادي. وحث الهزازي الشباب على الصبر والسعي الحثيث لتطوير أنفسهم، قائلًا: "أطالب الجيل الصاعد الذين يريدون أن تكون لهم بصمة ببذل المزيد من الجهد وأذكرهم بقول الشاعر: لأستسهلن الصعب أو أبلغ المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر ووجه رسالة للمنشدين القدامى والمعروفين بأن تكون لديهم وقت ولو يسير للاهتمام بالمنشدين المبتدئين ،وتقديم المشورة والعون لهم والأخذ بيدهم لدنيا الاحتراف حتى يرتقي بالإنشاد، ويتم إنتاج نماذج رائعة ومتألقة.