قد لا يجد بعض المنشدين المبتدئين من يهتم بموهبتهم ويراعيها، مما يدفعهم للجوء لإنتاج أعمالهم على نفقتهم الخاصة عند بعض المهتمين والهواة، ممن تكون تكلفتهم المادية أقل بكثير من شركات الإنتاج، وهذه النقطة كانت بداية الانطلاقة الحقيقة لبعض المنشدين، وكذلك ممن عاونهم في البروز بهذا المجال. “الرسالة” استطلعت بعض المختصين لمعرفة أبرز الإيجابيات والسلبيات في هذا الأمر.. بداية أوضح المنشد بشار الشريقي أن هذه الفكرة من المفترض أن يطبقها جميع المنشدين لأنها ستكون انطلاقة حقيقية للمنشد، لأنه من الطبيعي ألا يجد المنشد شركة تتبناه وترعاه إن كان مبتدئًا وهذا ما قد يساهم في إعاقة نجاح المنشد وبروزه في المستقبل القريب. وبين الشريقي أن هناك مواهب كثيرة قد اختفت مع مرور الوقت وذلك لعدم وجود جهات ترعاها، معبرًا أن بعض المنشدين الذين صعدوا في الفترة الأخيرة كانت بدايتهم الفعلية عن طريق المسابقات الإنشادية وآخرون عن طريق جهدهم الشخصي، فأكثر المنشدين لا يملكون المادة الكافية لرعاية ألبوماتهم الإنشادية أو كليباتهم مما جعل البعض منهم يلجأ لبعض الهواة وهنا ستكون الجهتان قد حققتا نجاحًا، المنشد وكذلك من عاونه في طرح ألبومه وكليبه. وأضاف بقوله: للأسف في وطننا العربي نرى نسبة كبيرة ممن يتملكون الأصوات الجميلة في بعض الإذاعات المدرسية أو المهرجانات الخفيفة، لكن وبكل أسف لا نسمع عنهم إلا في فترة وجيزة وسرعان ما يختفون من الساحة وذلك لأنهم وبكل بساطة لم يجدوا أحدًا يتبنى موهبتهم سواء من الناحية المادية أو المعنوية ونكون بتكاسلنا قد فرطنا بنسبة كبيرة ممن يمتلكون أصواتًا عذبة. غياب التسويق من جانبه يرى مسؤول المونتاج نايف العلي أن فكرة هذه الألبومات والكليبات الإنشادية التي يقوم بعض الهواة بعملها قد تكون أفضل من غيرها ومنافسًا حقيقًا لها، وقال: الألبومات التي تصدرها الشركات الكبرى قد يكون بها ميزة خاصة وهي توفر الأستوديوهات وكذلك خبرة المنتجين، ولكن ما يعيبها أن جميع من يعمل هذه الأعمال من أصحاب الشركات يكون تركيزهم على العامل المادي وليس على دعم حديثي السن ممن لم يجدوا مجالًا في الشركات الكبرى فنراهم يقومون بتكوين مجموعات مصغرة ولا يهتمون بالجانب المالي قدر اهتمام بتكوين اسم خاص بهم ولهذا تكون أعمالهم في غاية الجودة والإتقان لأنهم يهتمون بكل التفاصيل رغبة في إنشاء عمل يكون شاهدًا على موهبتهم وقدراتهم وليس سعيًا وراء المادة فقط. وبين العلي أن هذه الكليبات “الفردية” ينقصها التسويق، ويقول: إن كان من قام بالعمل ممن يمتلكون الموهبة الكاملة فهنا سنجد أن الكليب أفضل من غيره بكثير لأن من قام بها لم ينظر للجوانب المادية لكنهم عملوا صباح مساء لإنتاج كليب هادف وجذاب. انتقاص حقوق المنشدين أما المخرج ومدير التصوير الأستاذ ناصر المحمد فقد بين أن سوق الألبومات به استغلال واضح وكبير والمنشد قد يدفع مبالغ ويخسر بها، وقال: الشركات الإنشادية تقوم بعمل أي البوم أو كليب سواء إن كانت مقتنعة بفكرته أم لا، فالمهم عندها هو أن تحصل على مبالغ مادية وربما كان كارهًا لها أو شاعرًا بأنها لا تناسبه ولكنه من أجل المادة يقوم بإنتاجها. وبين المحمد أن من مساوئ الشركات أيضًا هو أنها عندما تتعاقد مع بعض الهواة فإنها تعطيهم مبالغ زهيدة وتوهمهم بأن هذا هو حقهم كاملًا وما يستحقوه ولكنها في حقيقة الأمر “تسرقهم” ولا تعطيهم حقوقهم كاملة ولهذا قد نرى أكثر الهواة المبدعين يفضل العمل وحيدًا كي لا يضيع حقه ويستطيع العمل حرًا. واختتم المحمد بالقول: بعض العملاء قد يتعبون الموظفين بكثرة كلامهم والشخص إن كان مرتبطًا بشركة فإنه سيجبر أن يتحملهم بخلاف الشخص الذي يعمل حرًا. العمل بحرية من جانبه يقول المنسق الإعلامي لمجموعة أفانين الإنشادية الأستاذ عبدالله هزازي: انتشار النشيد والفرق الإنشادية في الساحة الإعلامية وتوفر الجو الإعلامي المميَّز الذي أعطى للنشيد حضورًا رائعًا في أوساط المجتمع هيأ لكثير من المنشدين الذين يمثلون أنفسهم ويريدون إظهار مواهبهم، وهي فرصتهم لكي يجربوا أنفسهم في المجال الإنشادي، فهم لا يتبعون لأي فرقة إنشادية أو ليسوا مشاهير، ولكنهم رأوا أنه من المناسب أن يخرجوا أناشيد فردية، يقومون بكتابتها وتلحينها وإنشادها وهندستها على حسابهم الخاص، وتكون محطة تقديمها وعرضها مواقع الانترنت المختلفة، حيث يتجه لهذا النوع المنشدون المبتدئون الذين لا يجدون من يرعى أعمالهم ومن ينشرها. وبين هزازي أن هذا النوع من الأناشيد من إيجابياته أنه يتيح الفرصة للمنشد للتعبير عن موهبته وتعطيه دافعًا معنويًا قويًا حيث يجد من يستمع له ومن ينتقده ومن يفيده وربما قال المنشد إن الكثير من المنشدين الكبار بدأوا مثل هذه البدايات قد يجد فرصة للظهور الإعلامي تنقله إلى عالم التميز. وأضاف: من سلبيات الأناشيد الفردية أن مستوى انتشارها محدود ويحتاج المنشد لفترة طويلة حتى يعرف ومن ثم يعطى مكانته الحقيقية وربما تخرج هذه الأناشيد بشكل غير متقن لعدم وجود متخصص في المجال الإنشادي. وحث هزازي الشباب على الصبر والسعي الحثيث لتطوير أنفسهم، قائلًا: أطالب الجيل الصاعد الذين يريدون أن يضعوا لهم بصمة ووجود وشعار ببذل المزيد من الجهد وأذكرهم بقول الشاعر: لأستسهلن الصعب أو أبلغ المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر لذلك فإن رسالتي للمنشدين القدامى والمعروفين هي أن يكون لديهم وقت ولو يسير للاهتمام بهؤلاء المنشدين المبتدئين وتقديم المشورة والعون لهم والأخذ بيدهم لدنيا الاحتراف حتى نرتقي بالإنشاد ونجد نماذج رائعة ومتألقة.