سحبت (دبي) البساط من بلدان السياحة العربية المشهورة كمصر وتونس ولبنان ، وقد ساعدها ظروف تلك البلدان السياسية ، وكذلك خوف السياح من السفر إليها لانعدام العنصر الأهم فيها وهو عنصر الأمن ، كما فرضت دبي نفسها لتكون وجهة السفر المفضلة في الشرق الأوسط ، وممرّاً للعابرين من الغرب باتجاه الشرق والعكس بفضل البرامج التي تقدمها لزائريها ، وكذلك للتسهيلات التي توفرها للحصول على التأشيرات السياحية لدخول البلاد ، واكب ذلك التقدم الذي تشهده أماكن الجذب السياحي ، فالفنادق التي يصح أن نطلق عليها فنادق ( عشرة نجوم ) لايمكن أن تضاهيها أية فنادق في المنتجعات السياحية الشهيرة في العالم ، كما أنّ مراكز التسوق تُعد أحد أهم عناصر الجذب السياحي في الإمارة ، بالإضافة إلى أنّ مقاهيها البالغة في البذخ من خلال روعة بنائها وديكوراتها تجذب زوار هذه المدينة ، لاسيما وأنّ بعضها تجاوز حدود الخدمات العادية التي يقدمها من مأكولات ومشروبات وأصبحت تُطعِّم الحلوى التي تقدمها للزبائن بشرائح من الذهب الفرنسي عيار 23 والمرخصة من وزارة الصحة الإماراتية . دعوني أسأل : لماذا لايكون لدينا طموح المسئولين عن السياحة في إمارة دبي لاسيما وأنّ مناخ بعض مدننا كالطائف وأبها والباحة أكثر اعتدالاً من مناخ (دبي ) الحار صيفاً ؟!.. لماذا لايسارع المسئولون عن السياحة في بلادنا إلى وضع خطط طموحة من شأنها جذب سياح الداخل - على الأقل - والذين ينفقون مئات الملايين في هجرتهم السياحية للخارج ؟! .. لماذا لايتم بناء مثل تلك الصروح الشامخة كالتي في (دبي ) لتكون عنصر جذب تسويقي وسكني بدلاً من بحث سياحنا عن المناطق الصخرية في مصايفنا لتتوارى خلفها العائلات ، ويقضي بعضهم خلفها حاجاتهم لعدم وجود دورات مياه ؟! لدينا أجواء ساحرة باردة وممطرة في عز الصيف .. ولكننا نفتقر إلى التخطيط والبناء السياحي ، والأهم من كل ذلك نفتقد إلى مشاركة القطاع الخاص في هذه الصناعة الذي لايولي هذا الجانب أي اهتمام . [email protected]