أجمع قادة أحزاب مصرية على أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي إلى المملكة، مؤكدين أنها جاءت في توقيتها. ولفتوا إلى أهمية توثيق العلاقات في ظل الظروف الاقليمية المعقدة التي تمر بها المنطقة والتي تستدعي تنسيق المواقف وتوحيدها، فضلا عن تجسيد وتعزيز لسبل التعاون المشترك لتحقيق التنمية للبلدين. وذكروا أنّ الزيارة تكتسب أهميتها بين المملكة ومصر في تمتين العلاقات التي تناسب وثقل ودور البلدين. واعتبر المسؤول السياسي بحزب البناء والتنمية الدكتور طارق الزمر أنّ اختيار المملكة كأول جولة للرئيس المصري موفق يعكس مدى الأهمية التي يوليها مرسي للمملكة باعتبارها دولة عربية رائدة ومحورية وهو مالا يغيب عن المخططين الاستراتيجيين، فضلا عن أن مصر والسعودية هما قاعدة العالم العربي، وأن علاقتهما المتينة ستؤسس لمستقبل مشرق للمنطقة ككل. وذكر الزمر أن مرسي قبل أن يتولى الرئاسة المصرية وفي مرحلة الانتخابات الرئاسية سألته: عما هي أول دولة سيزورها في فوزه بالانتخابات ولماذا؟ فقال: المملكة العربية السعودية ستكون الوجهة الأولى، مؤكدًا أنها دولة محورية للعالم العربي والإسلامي والدولي. وقال الزمر: إن زيارة الرئيس مرسي للمملكة تعكس مدى عمق العلاقات الاخوية بين البلدين وكذلك بين الشعبين السعودي والمصري والتي تأتي في ظروف سياسية عصيبة تحدق بالأمة العربية. ورأى أنه منذ اندلاع الثورة التونسية ومن بعدها الثورتين المصرية فالليبية واليمنية والشارع العربي يسعى للتغيير والإصلاح والدعوة والتحرير من الكثير من القيود ومنحها المزيد من الحريات والحقوق التي أصبحت مسلوبة ومغيبة خلال الألفية الثالثة مثل الأزمة السورية والتي تحتاج إلى تكاتف القادة، خاصة مصر والمملكة، حيث إن تحركاتهما يحرك العالم بأسره. وقال الزمر: إن للزيارة أهدافًا سامية عدة للتقارب بين البلدين ولعلها تكمن في أهداف عدة من أجل العمل المشترك في توحيد الصف العربي والوقوف على المستجدات على الساحتين المحلية والخارجية والعمل على وحدة واستقرار العالم. من جهته قال رئيس حزب الدستور الحر ممدوح قناوي: إن الزيارة ستسهم حتما في تطوير العلاقة بين البلدين وبالأخص في هذه الفترة التي تمر بها المنطقة بظروف حرجة تحتاج إلى حراك الدولتين معًا باعتبارهما رمانة ميزان المنطقة والعالم الاسلامى كله، وهما معًا يستطيعان أن يقوما بمشروع النهضة الذي لا يقتصر على مصر والسعودية وإنما نهضة الأمة العربية، والزيارة فرصة سانحة لتوحيد لمواقف ولبناء هذه النهضة، في الوقت التي تعد فيه المملكة قائدة ومرجعية وسطية تستشرف المستقبل. وأكد أن زيارة الرئيس مرسي للمملكة تحمل دلالات سياسية متعددة أبرزها إظهار التقارب السياسي والاجتماعي بين البلدين كما أن الزيارة قد تكون مدخلا لتسريع إنجاز بعض الملفات السياسية والاقتصادية الهامة. وأعرب عن اعتقاده بأن «تسهم الزيارة أيضًا في تنمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين بعدما شهدنا اهتمامًا من رأس المال السعودى بالفرص الاستثمارية المتاحة في مصر. وأعرب عن تطلعه لأن تكون مصر والمملكة لهما دور كبير في حدوث توازن في القوى الإقليمية في المنطقة في مواجهة المشروع الإيرانى، بالإضافة إلى الكيان الصهيوني، حيث إنهما يستطيعان أن يقوما بدور فاعل في إعادة هذا التوازن، ولا بد من ضرورة وجود إستراتيجية واحدة في الدفاع المشترك واتحاد البلدين. وأشار الشيخ عبد المنعم الشحات القيادي بحزب النور: إن مثل هذه الزيارات لا يمكن أن ينتج عنها إلا المزيد من تعزيز للعلاقات بين دولتين هما محور القيادة في العالم العربي. وأكد أن مصر والسعودية تقومان بدور كبير في محاور إقليمية ودولية عدة ولتفعيل العمل العربي المشترك وحلحلة بعض الصراعات الناشبة في العالم العربي بجهد مميز في ذلك بما في ذلك القضية الفلسطينية والسورية. وأشار الشحات إلى أن الدولتين يتشابهان فيما يؤديانه من دور إقليمي وهو ما يستدعي تباحث الطرفين في الملفات الساخنة لتنسيق المواقف بينهما وتوحيد رؤية مشتركة قد تسهم الزيارة في بلورتها. وأكد محمد عيسى عضو الهيئة العليا لحزب الأصالة السلفي أنّ مصر وشعبها يقدران دور المملكة في مصر قبل الثورة وبعدها، حيث قامت بدور فعال خلال الثورة بدعم الشعب المصري، وهو ما يؤكد على أهمية زيارة مرسي للمملكة، وهى تأصيل لهذه العلاقة المهمة. وقال عيسى: نثمن دور المملكة في قيادتها للأزمات، وهذا ليس بجديد على المملكة وقيادتها وشعبها. ولفت أنه على يقين بأن العلاقات ستزداد تطورًا وهي علاقات تاريخية وقديمة جدًا منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومبنية على أسس عديدة منها السياسة والتجارة والاقتصاد والثقافة، وهو ما يوضح العلاقات القوية بين البلدين، والعلاقة ليست محصورة على القيادة السياسية إنما نشاهدها متبادلة بين الشعبين، وقال: نحن ننظر للمملكة العربية السعودية على أنها شريك قوي واستراتيجي، بالنظر إلى التحديات الحالية. وأشار الدكتور يحى أبو الحسن فراج القيادي بحزب الوسط إلى أن مصر والمملكة يكوّنان محورًا قويًا، وهو ما يؤكد على أهمية الزيارة والتى تكتسب عمقًا مهمًا وفرصة لعلاقات سياسية واقتصادية، ومقدمة ودلالة مهمة للموقف العربي للم الشمل في مواجهة التحديات. وأكد أن الزيارة لم تكن مفاجأة، حيث أن الرئيس مرسي يعلم جيدًا القبلة الأولى له وأهميتها. وأشار أبو الحسن أن الزيارة لها انعكاساتها الإيجابية على لمِّ الشمل بين الدولتين وتوطيد العلاقات.