وهب الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية الكثير من مقومات الريادة العالمية التي تستطيع من خلال استثمارها الاستثمار الأمثل ان تتبوأ احدى مراتب الريادة العالمية القادرة على التأثير على مجريات الأحداث بمختلف اتجاهاتها فعلى سبيل المثال لا الحصر: تمتلك المملكة العربية السعودية أهم المقومات الاقتصادية العالمية وهي الثروة الهائلة من البترول التي احتلت من خلالها المرتبة الاولى عالمياً من حيث الإنتاج والتصدير والاحتياط وكما نعلم ان هذه الثروة تعد العنصر الأهم والأكثر تأثيراً على حراك الاقتصاد العالمي فالإحصاءات الحديثة تشير الى ان المملكة تنتج يوميا مايزيد عن 11.000.000 برميل من النفط الخام اما من حيث التصدير فقد بلغ حوالي 9.000.000 برميل يوميا ومن حيث الاحتياط فتشير الإحصاءات إلى ان المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى من حيث كمية الاحتياط حيث تشي الإحصاءات فتشير الى انها تزيد عن 264 مليار برميل . ولعل تلك المؤشرات السابقة تؤكد على ان المملكة تستطيع ان تتحكم في مسيرة الاقتصاد العالمي وتوجهه انطلاقا من تلك الأولويات . ومقوم ريادة عالمي آخر يتمثل في اكتناز المملكة للكثير من الثروات غير النفطية تمثل احتياطاتها أولويات عالمية أخرى فعلى سبيل المثال تقول الإحصاءات الأولية الى ان المملكة العربية السعودية ستتحول قريباً الى واحدة من أكبر منتجي الغاز في العالم اذا اتجهت باقتصادها بهذا الاتجاه واستثمرت توفره داخل محيط بلادها حيث يتوقع الخبراء ان يصل إنتاجها من الغاز عام 2020م الى ما يزيد عن 13مليار قدم مكعب في اليوم كما وان احتياطات المملكة العربية السعودية من الغاز قد شهدت ارتفاعا يبلغ 5 تريليونات قدم مكعب إضافية على الاقل من احتياطات الغاز غير المصاحب عام 2009م بحيث يصل الاحتياطي من الغاز الطبيعي عام 2009 الى 268 تريليون قدم مكعب وهكذا يستمر التنامي. وفيما يخص الانتاج من هذه الثروة فيتوقع الخبراء ان يبلغ 4.5مليار قدم مكعب عام 2014م أي بزيادة تصل الى 40%عن مستواها الحالي وفي جانب آخر تتجه المملكة الى استثمار تلك الثروة في جانبها الصناعي حيث تسعى جاهدة الى تطوير مجمعات متكاملة لانتاج المواد الكيميائية وتطوير المصافي القائمة حاليا كما يتوقع الخبراء ان تبلغ حصة المملكة العربية السعودية ما نسبته 8 % من إنتاج العالم بحلول عام 2015 م بحسب تصريح وزير البترول السعودي ويتوقع الخبراء ايضا ان تتجاوز الاستثمارات التي ينفذها قطاع الكيماويات في المملكة حاجز 100 بليون دولار عام 2015 م ومقوم ريادي آخر تختص به المملكة العربية السعودية لا يقل أهمية عن سابقاته في هذا السياق الريادي وهو الموقع الاستراتيجي الذي تحتله ضمن الخارطة العالمية حيث يتميز بتوسطه قلب خارطة العالم كما تتميز بكونها تشرف على أهم الممرات الإستراتيجية العالمية . وفي الأسبوع القادم نستكمل الحديث عن تلك المقومات الريادية العالمية للمملكة العربية السعودية.