كثُر الحديث مؤخرا عن اقتباس الألحان الإنشادية من بعض أناشيد آبائنا وأجدادنا القديمة، واعتقد أن تلك الألحان من المفترض أن تظل وتبقى لكونها عريقة، فأجدادنا أناس لهم أذواقهم وقوتهم في هذا المجال، ولا يمكن أن نفكر ولو للحظة أن نترك هذا الفن الذي اشتهروا به، والذي حققنا إنجازاتنا الحالية نتيجة ذلك الفن. وهناك عدة فنون اشتهرت منذ القدم، وأصبحنا نراها في معظم الفرق الإنشادية المميزة كفنون "الينبعاوي والمجسات والدوسري" وتلك الفنون لا يمكن للمرء أن يتركها أو يتصور أننا سنصبح بلا تراث أو تاريخ، وهي كانت ولا تزال في صدارة الترتيب. ومن يلاحظ الساحة اليوم يرى أن هناك فنونًا حديثة لكن للأسف معظمها لا يخرج من إطار المحاولات اليائسة التي لا تعود لأنغام محددة وإنما وقتية، وليس فيها جهد حقيقي، لهذا أصبح الفن الحالي دون سقف الطموحات. ولو عدنا إلى فنون أجدادنا العريقة لوجدناها تمتد لأزمان عديدة عكس الفنون الحديثة التي تختفي في فترة وجيزة، والبعض لم يمر على إنشائها سنة واحدة فقط؛ فكيف نريدها أن تبقى للأجيال اللاحقة، وهي لم تحقق النجاح في جيلها الحالي؟!. ويفترض على المسؤولين عن هذا المجال مواكبة جميع الأحداث وجميع الألحان سواء التراثية والحديثة، ولا يخفى على الجميع أننا دوما ما نجد أشعارا حديثة تشدو بألحان تراثية سابقة، ويكون لها قوتها وقيمتها، ونرى جميع الناس تتهافت عليها وتريد الاستماع لها، وذلك لأنها تخلط بين الحاضر والماضي. وأنا أطالب بأن يكون المنشدون أصحاب مدارس مختلفة بحيث تكون لدينا الأناشيد التراثية والعصرية وبما يرضى كل الأذواق.