خبز الجمر هو احد المأكولات الشعبية القديمة التي ما زالت تقدم على الموائد حتى ايامنا هذه، لما فيها من نكهة ولذة وحنين الى الماضي بكل ما فيه من بساطة، وخبز الجمر. وفي إحدى المناسبات وجدنا احد كبار السن الذي يقوم بعمل الخبز على الجمر سواء مستخدما «الساج» او بدفن العجينة في الجمر، إنه العم علي صغير محمد الذي شرح لنا كيفية عمل الخبز على الجمر، وهو عبارة عن عجين يصنع على شكل قرص سميك يوضع تحتة الجمر وفوقه جمر ثم نتركه لمدة لا تتجاوز الربع ساعه لنقوم بازالة الجمر من عليه وتنظيفه بفرشاة او منديل نظيف ويقدم للاكل. أما عن طريقة «الساج» فيقول العم علي: نقوم بغسله وتنظيفه، وبعدها نسخنه لمدة خمس دقائق ثم نرشه بالماء لمعرفة مدى سخونته، وحتي لا تلتصق العجينة بالساج ثم نفرد العجينة عليه بالتساوي ونتركه لمدة من خمس إلى ثماني دقائق، وبعدها نجنبه حتى ينضج من أعلى، ونحرك الساج يمينا ويسارا حتى يحمر وينضج. وتحدث العم على صغير محمد عن بداية عمله بهذه المهنة فقال: كنت اعمل في العسكرية واتنقل مع الزملاء في البر والسفر من مدينة الى أخرى، وفي أيام زمان كان لا يوجد مطاعم كثيرة او محطات او استراحات، فإذا نزلنا لصلاة الظهر نقوم بإعداد الغداء وكذلك العشاء واحيانا نضطر الى المبيت على الطريق ونقوم باعداد وجبة الافطار، حيث نجهز العجينة بالليل والحطب موجود والمياه معنا والسمن والعسل، وعند قيامنا لصلاة الفجر نقوم باشعال النار ونصلي ونجهز فطورنا، وبعد التقاعد احترفت بهذه الهواية، فأقوم بالعمل في المناسبات والافراح ما بين 200 الى 300 خبزة، حسب طلب الزبون في نوعية الدقيق ولكن الأغلبية يفضلون خبز البر الحجازي او من نجران او دقيق دبي، حيث نحضر الدقيق المطلوب مع اضافة الملح والخميرة. واضاف العم علي: نعمل الخبز على الجمر رغم توفر الادوات الحديثة الخاصه في عمل الخبز لأن كثيرا من الناس لا يزالون يحبون خبز الجمر، وكما هو الآن معمول به في المتنزهات وعلى الطرقات شاي الجمر والقهوة على الجمر لما له من نكهة خاصة وذكريات جميلة باقية في الخلد، وقتما كانت لا تتوفر الادوات الحديثة، وكل شيء يطبخ على الجمر لأنه يفرق كثيرا في عملية الطبخ، مع العلم بانه متعب خاصة انك تتعامل مع الجمر وحرارته ولكن اجد فيها المتعة، حتى عندما نطلع للبر نقوم بعمل الخبز للاولاد على الجمر وليس كبار السن فقط الذين يتناولونه. وعن إيدام الخبز قال: السمن والعسل والبعض يغمسه في اللبن والبعض مع الشاي او الحليب، وله لذة خاصة وهو ساخن. وعند سؤاله عن التصاق الجمر والرماد والرمل في الخبز عند وضعه بهذه الطريقة، قال: لا اخاف من ذلك لانني امتهن واقوم بعمل خبز الجمر منذ ما يقارب الخمسة وعشرين عاما، ولدي خبرة كبيرة في التعامل معه، واعرف كيف أوزنه بحيث يكون تحته جمر يرفعه عن الرماد، وكذلك فوقه.