أكد عضو الهيئة السعودية للمهندسين، المهندس علي القرني وجود تسرب وظيفي للمهندسين من القطاع الحكومي الى القطاع الخاص نتيجة كثرة العمل وعدم تحسن الرواتب لسنوات عدة مما احدث احباطا للمهندس، مشيرا الى ان القطاع الخاص يقدر عمل المهندس بزيادة 100 في المائة عن القطاع الحكومي. وطالب القرني في اتصال هاتفي مع «المدينة» ان يكون الكادر الجديد الذي ينتظره المهندسون منذ أكثر من 7 سنوات، يرضي المهندس وتطلعاته وألا يكون كادرا فقط على الورق، وقال: «عددنا تقريبا 35 الف مهندس فقط وهذا يسهل عملية اعتماد الكادر الجديد من وجهة نظري بأسرع وقت، لافتا الى ان الهيئة خلال 3 دورات سابقة اي 9 سنوات تقريبا لم تقدم للمهندس للاسف اي فائدة تذكر يحس بها او يلمسها». واستغرب القرني عدم اقرار الكادر الجديد رغم الاعلان عنه منذ فترة طويلة تجاوزت السبع سنوات، مشيرا الى ان هناك جهات او شخاصا - بحد تعبيره - لا تريد اقراره والاعلان عنه لأسباب غير معلنة. وقال القرني: «سبع سنوات ونحن ننتظر الكادر الجديد الخاص بالمهندسين، واستطيع ان اقول ان الكادر اصبح اشبه بفيلم كوميدي او ساخر، وانا من وجهة نظري ان هناك ايادي خفية تقف خلف هذا الموضوع». واستغرب عضو الهيئة من ان الاسباب التي أخرت الاعلان ايضا غير واضحة لهم كأعضاء في الهيئة وقال: «اذا لم يعتمد الكادر حتى الان سواء بسبب وزارة الخدمة المدنية او وزارة المالية او اي جهة اخرى لماذا لا يوضحون لنا الاسباب الحقيقية وراء هذا التأخير، وهذا ايضا يعطي مؤشرا الى ان المهندس السعودي غير مهم في المجتمع».وضرب القرني مثالا بالكادر الصحي الذي اعتمد أخيرا وقال: «الكادر الصحي بدأ بعدنا وانتهى واقر قبلنا، وتسمع بين الفترة والاخرى عن تعديلات به ومميزات واضافات، والسبب من وجهة نظري ان وزير الصحة يمثل الصحيين في مجلس الوزراء بشكل رسمي، والمهندس للأسف الشديد مربوط اشرافيا بوزير التجارة، واستغرب من اشراف وزارة التجارة على هيئة المهندسين، حيث لا يوجد اي علاقة تربطنا بوزارة التجارة، كما ان وزارة التجارة للصناعيين والتجار واصحاب الاموال، وبصراحة لا احد يمثلنا في مجلس الوزراء بالرغم من ان المهندس في القطاع الحكومي يمثل اقتصاد بلد كامل والبنى التحتية له». وأضاف القرني: «للأسف الموقع الالكتروني لوزارة الخدمة المدنية يوجد به سلم الرواتب لأغلب القطاعات، فمثلا يوجد سلم الممارسين الصحيين، اعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام، سلم هيئة التدريس، القضاة، الوظائف الدبلوماسية، اعضاء مجلس الشورى وغيره وغيره، وهناك 17 سلما او كادرا، والمهندس السعودي لا يوجد له كادر خاص به ( شيء غريب)». كما اشار القرني الى ان الكادر الهندسي ان لم يكن يلبي طموح المهندس السعودي فنحن لا نحتاجه ابدا خاصة اذا كان سيأتي بملاحظات بسيطة لا تغير من الواقع شيئا، وللمعلومية ونحن اعضاء في الهيئة، لكم ان تتخيلوا اننا لا نعلم عن تفاصيل هذا الكادر اي شيء. واشار الى ان المميزات التي نطلبها لابد ان تكون بما يسمي النسبة والتناسب، اي ان المهندس يشرف على مشروعات بملايين الريالات وراتبه لا يتجاوز 1 في المائة من قيمة هذه المشروعات، فكيف نطلب من المهندس ان يكون على قدر عال من العمل والكفاءة والجودة في اي مجال، كما ان هناك بعض الاستشاريين الذين هم تحت اشراف المهندس يحصلون على رواتب اعلى من المهندس نفسه، والمقاول ايضا على سبيل المثال راتبه الشهري اعلى من راتب المهندس المشرف على هذا المقاول وقد يصل احيانا راتب المقاول الى اكثر من 15 الف ريال.