تواصلت أمس أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا التي شهدت الخميس يومًا دمويًا أودى بحياة 170 شخصًا، في وقت قدرت الأممالمتحدة أن أكثر من مليون ونصف مليون شخص باتوا في حاجة إلى المساعدة في البلاد. وفيما دعت فرنسا العسكريين السوريين إلى الانشقاق عن الجيش، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 26 شخصًا من الموالين للنظام السوري قتلوا أمس في كمين نصبه مجهولون لسيارات كانت تقلهم في ريف حلب الغربي ونسبه التلفزيون السوري «مجموعات إرهابية مسلحة». وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للامم المتحدة الجمعة: «أن الوضع الإنساني مستمر في التدهور» في سوريا، مشيرًا إلى أن «التقديرات الحالية تشير إلى أن مليونًا ونصف مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية»، بينما كانت التقديرات سابقًا تشير إلى أن العدد هو مليون. وفي مدينة حمص المنكوبة والمدمرة في وسط البلاد والتي تتعرض لحملات قصف متواصلة منذ أشهر، لا يزال فريق الهلال الأحمر ينتظر في محاولة لدخول الأحياء التي يوجد فيها آلاف المدنيين المحاصرين بالقصف والاشتباكات لاجلائهم وتقديم المساعدات لهم. وقال مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي الجمعة: «إن فرع المنظمة في حمص يحاول متابعة التفاوض من أجل دخول حمص القديمة بعد أن باءت محاولتا أمس الأول بالفشل بسبب عدم تقيد الأطراف بوقف إطلاق النار المتفق عليه». ودعا «جميع الأطراف إلى تجنيب المدنيين ويلات الاقتتال والسماح لفريق الهلال الأحمر بالدخول لتقديم المساعدات وإجلاء المدنيين إلى مكان آمن». وأعلنت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر رباب الرفاعي من جهتها أن فريق الصليب الأحمر عاد أدراجه الخميس إلى دمشق بعد أن فشل في دخول حمص. وقالت: «لا يمكننا معرفة تاريخ عودة فريقنا إلى حمص»، مضيفة «ستتم مناقشة الإجراءات القادمة داخليًا ومع شريكنا منظمة الهلال العربي السوري قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بعودتنا إلى هناك». واستمرت الجمعة الاشتباكات في محيط حي الخالدية في مدينة حمص بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية السورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال الناشط أبو بلال من حمص في اتصال عبر سكايب مع وكالة «فرانس برس» : «إن سبعين في المئة من البنى التحتية في حمص أصبح مدمرًا» نتيجة القصف الذي «تتعرض له منذ أشهر» والذي يستهدف خصوصًا حيي جورة الشياح والغوطة. وأوضح أبو بلال أن «معظم سكان حمص هربوا من المدينة، والذين لا يزالون موجودين فيها يحاولون الخروج». وقتلت امرأة الجمعة في قصف بعد منتصف ليل الخميس الجمعة من القوات النظامية على بلدة الكرك الشرقي في محافظة درعا (جنوب). وتسبب القصف بنزوح عدد من السكان في اتجاه البلدات المجاورة. وهاجم مقاتلون معارضون فجر الجمعة في بلدة جاسم في محافظة درعا حواجز ومقار للقوات النظامية واشتبكوا مع عناصرها.