دمشق - أ ف ب - دعا الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس جميع الأطراف إلى السماح لهما بالدخول إلى مدينة حمص القديمة من أجل تقديم مساعدات وإجلاء المدنيين المحاصرين في القصف والاشتباكات، بعدما باءت محاولتان أمس بالفشل. وقال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي لوكالة «فرانس برس»، «ندعو جميع الأطراف إلى تجنيب المدنيين ويلات الاقتتال والسماح لنا بالدخول لتقديم المساعدات وإجلاء المدنيين إلى مكان آمن». وأضاف: «سنتابع التفاوض بعدما فشلنا مرتين بدخول الحي بسبب عدم تقيد الأطراف بوقف إطلاق النار المتفق عليه». ودعت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر رباب الرفاعي من جانبها «جميع الأطراف المتقاتلة إلى السماح للمواطنين المدنيين بالذهاب إلى أماكن أكثر أماناً وتفادي آثار القتال والحصول على الرعاية الطبية المناسبة». وأكدت أن اللجنة «ستحاول دخول هذه المناطق لإجلاء الجرحى والمرضى والمدنيين وتقديم المساعدة»، لافتة إلى أنها «لا تستطيع التنبؤ بتاريخ ذلك». وأوضحت: «لا يمكننا معرفة تاريخ عودة فريقنا إلى حمص، بعدما عاد أدراجه أمس إلى دمشق اثر محاولتين باءتا بالفشل لإجلاء المدنيين من أحياء حمص القديمة». وتابعت: «ستتم مناقشة الإجراءات القادمة داخلياً ومع شريكنا منظمة الهلال العربي السوري قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بعودتنا إلى هناك». وشددت المتحدثة على أن «القانون الدولي الإنساني يقتضي حصول الجرحى والمرضى على العناية والعلاج اللازمين». وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية اتهم في بيان مساء الخميس «المجموعات الإرهابية المسلحة» بإفشال كل الجهود المتعلقة بإجلاء المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم. وفي 19 حزيران (يونيو)، طلب الصليب الأحمر الدولي من الأطراف المعنيين التزام «هدنة موقتة» للسماح بإخراج المدنيين من المدينة التي تتعرض لقصف منذ أسابيع عدة وتدور في محيط بعض أحيائها اشتباكات عنيفة. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هناك حوالى ألف عائلة محاصرة في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة ويطوقها الجيش وتفتقر بشكل خطير إلى المواد الغذائية والكهرباء والمستلزمات الطبية. وأفاد المرصد عن تواصل القصف من القوات النظامية الجمعة على أحياء في مدينة حمص. وفي جنيف، قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عدد من هم بحاجة لمساعدات إنسانية في سورية ارتفع إلى 1.5 مليون شخص بعدما كان مليوناً في التقديرات السابقة. وقال مسؤولون إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وزع غذاء على 461 ألف سوري بحلول منتصف حزيران ويسعى إلى زيادة العدد إلى 850 ألفاً في يوليو تموز.