يجد بعض الشباب في موسم المناسبات فرصة سانحة للقيام ببعض الاعمال التي قد تعود عليهم بالربح الحلال لمواجهة ظروف المعيشة، بينما يرى البعض الآخر أنها فرصة لاكتساب خبرات ومهارات تفيدهم في مستقبلهم المهني وتعلمهم الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وتزيل عنهم الخجل، فنجد العديد من الشباب يكونون مجموعات او فرقا مخصصة لبعض المهن، ومن ضمنها صب القهوة والشاي في المناسبات والاحتفالات والزواجات وقيامهم باختيار بعض الاسماء والعبارات والشعارات اللافتة، ومن ضمن هذه الفرق «فرقة الشاي الاخضر» التي التقيناها بإحدي المناسبات بمحافظة الطائف بقيادة المشرف عليها عبدالحميد منشي، الذي تحدث عن الفرقة وفكرتها، حيث قال: هي فرقة مكاوية شعبية تقوم بخدمة ومباشرة الاحتفالات داخل مكةالمكرمة وخارجها، وذلك لاحياء التراث والتقاليد المكية القديمة كسقيا ماء زمزم المبخر والممزوج بماء الورد الطائفي، وارتداء الزي القديم الموحد للزمازمة. وعن كيفية العمل قال منشي: نجد كل ترحيب وتشجيع، ولدينا مشاركات كثيرة في المباشرة وفي تقديم مياه زمزم وصب القهوة والشاي. ويقول الشاب عبدالناصر أبو عزام: ان هذه المهنة التي نمارسها نعتز ونفتخر بها لانها تنقل صورة عن التراث المكاوي القديم الذي ما زلنا نحتفظ به، وخاصة في السقيا التي كانت تزاول قديما، وإلى الآن في خدمة الحجاج والزوار والمعتمرين، وكل قصر افراح او موقع احتفالات نقدم الماء البارد المعطر بالورد الطائفي للضيوف، وهذا فخر لنا من غير المباشرة بالقهوة والشاي وتقديم العصائر وتوزيع التمور على الطاولات، فهناك عدد من الشباب يتم توزيع المهام بينهم في تقديمها. وتحدث حسام مله أن عمل الشباب في هذا المجال يفتح أمامهم أبوابا من الرزق الحلال، وأن هناك حاجة كبيرة من المجتمع لهذا العمل في قطاع الرجال أو النساء، ولم تعد قصور الافراح مقصورة على الاجازات فقط، حيث الزيجات والمناسبات بأنواعها تتعدد على مدار الاسبوع، وكذلك في إجازات العيدين. ويضيف حسام ان مهنة العمل في قصور الافراح كغيرها من المهن تحتاج إلى آداب ومعرفة بأساليب اتقان الشاي والقهوة، وكذلك شاي النعناع والشاي الاخضر والعديد من المشروبات، وكذلك معرفته بتوزيع الفناجين على الضيوف. ويقول الشاب عبدالرحمن منشي: إننا نزاول هذه المهنة من سنتين، وتم طرح الفكرة من قبل جميعة خيرية وبدأنا نجمع الشباب المتحمسين لهذا العمل الذي يعتبر شرفا لنا. وقال حسام: انه في البداية كانت هناك صعوبة ورهبة لنا من حيث كيفية صب القهوة وتقديمها، وكذلك طريقة حمل دوارق مياه زمزم وكيفية صبها، ولكن مع الايام ومزاولة المهنة والاحتكاك زالت وأصبحت سهلة جدا، وعما يتقاضونه في الليلة قال: نتقاضى 1500 ريال، وعن كيفة شهرتهم قال من كثرة المشاركات في الحفلات والمناسبات والمؤتمرات، وكذلك لنا اصحاب يقومون بتقديم المجسات المكاوية خاصة في الاعراس، وقد ساهموا في انتشارنا في كل من الطائف أو مكة او جدة.