فبعد وفاة والدته وثلاثة من اخوانه في حادث مروري أليم قبل عدة سنوات، أصيب بعدة أمراض نفسية منها الاكتئاب الشديد والوساوس القهرية المتواصلة والخوف المستمر واليأس من الحياة والرغبة في الموت والانتحار، مع آلام شديدة ومتواصلة نتيجة عدة أمراض أخرى، منها السكر الذي دهور صحته، بالإضافة إلى معاناته الشديدة من مرض جلدي يسمى «الأكزيما المصطبغة المزمنة» الذي ساهم في تدهور حالته النفسية. يقول «م.م»: إن أكثر ما زاد معاناتي هو بقائي عاطلًا عن العمل سنوات طويلة، وحالة الفقر الشديد والعوز التي أعاني منها، والتي حرمتني من العلاج رغم توفره داخل المملكة. ويواصل حديثه قائلًا: عرضت معاناتي على إمارة المدينةالمنورة، فتكفلت مشكورة بنفقات علاجي النفسي في أحد مستشفيات جدة، وعلاجي الجلدي بأحد المراكز المتخصصة، فتحسنت صحتي النفسية، وارتفعت معنوياتي حتى التحقت بالعمل لدى إحدى المؤسسات، ولكن الآن انقطع هذا العلاج، فتدهورت صحتي من جديد، واصابني مرض السكر، وتراكمت عليّ الديون حتى تجاوزت ال100 ألف ريال، وبدأ أصحاب الديون يطاردونني ويهددونني بالسجن، فصرت لا أنام الا بتناول المهدئات، رغم ضررها الشديد. ويضيف «م.م»: منذ ذلك الحين وحتى اليوم وأنا أتردد على أكثر من جهة حكومية في المدينةوجدة والرياض، طمعا في أن يلتفت أحد إلى مأساتي، فيقدموا لي يد العون، علما بأنني لم اتزوج وليس لدي مسكن ولا سيارة ولا وظيفة، ومريض بعدة أمراض ومديون ومهدد بالسجن في أي لحظة. الأمر الذي دفعني لاتخاذ مواقف السيارات الخاصة بالمسجد النبوي الشريف سكنا ومأوى، رغم هجير الصيف وزمهرير الشتاء، أقيم فيه منذ أكثر من 3 سنوات، بعد أن سُدت كل الابواب في وجهي، إلا باب الله عز وجل، فأقتات على ما يمنحني إياه اهل الخير والمحسنون. وفي ختام قصته المحزنة ناشد «م.م» كل المسؤولين وأصحاب القلوب الرحيمة لمساعدته وإنهاء معاناته بصورة عاجلة، تقديرًا لظروفه الإنسانية والمادية والصحية المتدهورة.