ملهاة أم مأساة، أم إرهاصات دولة مدنية أم ثورة جديدة؟! معارك مفتعلة حول "الرئيس المقبل" حيث تتوجه غالبية الشعب إلى اللجان، وكأنها تذهب الى عيادات خلع الأسنان لتسأل الطبيب: أيهما أسهل في الخلع؟! شفيق الذي يعادي الثورة ويدعي ردّها للشباب ممن اغتصبوها، أم مرسي الذي انحرفت جماعته عنها مفوتة أكبر فرصة في تاريخها للالتحام الحقيقي مع الشعب؟! معارك أخرى حول تأسيسية اللجنة الدستورية حيث يتمسك كل طرف بحصته ويحارب حول نسبته إلى الأبد، والشعب يراقب في كمد! والحاصل أن كل شيء يجري الآن في البلد يمضي وكأنه "بجد"! المحكمة الدستورية تتأهب لإعلان قرارها في قانون العزل الخميس، والمشير يلتقي الجنزوري لبحث سير انتخاب الرئيس "السبت"! الدستورية تتأهب كذلك لإعلان قرارها في حل البرلمان.. والبرلمان يجتمع لإعلان معايير اللجنة التأسيسية للدستور، بناء على دعوة المشير! تحقيقات موقعة الجمل انقلبت رأسًا على عقب، وكأن ركاب الجمال كانوا هم البلتاجي ومرسي وحجازي، ومطلقي الرصاص كانوا عبدالحليم قنديل، وجورج اسحاق، وعبدالجليل مصطفى شيئًا فشيئًا، سيصبح قتلة الثوار هم الضحايا واللواء البطران هو القاتل، والدكتور البرادعي هو المحرض!! لقد بقي على 30/6/2012م موعد تسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب 18 يومًا فقط، ولأن احتمالية التسليم قائمة، تقفز على الفور عدة أسئلة للمجلس العسكري، ولليسار الثوري، وللقضاء المصري، فليسأل المجلس نفسه قبل أن يسأله الشعب: هل يحقق تسليم السلطة من الفريق مبارك إلى المشير طنطاوي إلى الفريق شفيق أهداف ثورة يناير؟! وليسأل اليسار الثوري نفسه أيضًا: هل اكتشفتم فجأة بعد أن صدعتمونا على الفضائيات بحديثكم المكرر والممل عن الدولة المدنية أن الفريق شفيق هو في الأصل دكتور، وأن المدرعات والدبابات في الشوارع هي منصات للتبشير بالديمقراطية؟ أما القضاء النزيه فله كل الاحترام وعليه الإجابة عن أسئلة الشعب الملتهبة وعن لفحات الباطل المتوهجة التي جعلت الحُكم الوحيد الموجود في ملفات قتلة الثوار هو "البراءة"! أما للثورة فأقول لها ما قاله معلمي الأول عفيفي مطر: فلتحملي آلامي.. يا غنوة الربوع والسنابل الدوامي.. ولتحملي عظامي.. هراوة أو حربة أو خشبة.. ولتجعلي خطاي في الظلام.. مسرجة وعتبة.. وتعلقي في الرقبة.. إيقاعك الذي يحرسني من كلمات النفاق والخيانة! [email protected]