حققنا المراكز الستة الأولى في أولمبياد الرياضيات الأول، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى الخليج، كثير من وسائل إعلامنا العزيزة لم تحتفِ بالمنجز، وفي كثير منها أيضًا لم نقرأ، ولم نسمع خبرًا يتعلق بهذه البطولة الغالية إلاّ حين بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»حفظه الله- ومتابعته للحدث ببرقية جوابية يشكر فيها صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم نائب رئيس موهبة على الإنجاز الذي حققه الطلبة السعوديون في أولمبياد الرياضيات الخليجي، ولولا هذه الرعاية السامية، ربما لم نقرأ هذا الخبر على الصفحة الأولى للصحف المحلية، فنحن معتادون على تحويل منجزنا العلمي للأرشيف، ومصرّون على كتابة أخبار مبدعينا في مجالات العلوم والتقنية في الهامش، وبالخط الأقل سُمكًا، لتمر هذه المكتسبات كما لو لم تكن، والمقارنة تفرض نفسها، فعلى النقيض تعمل آلتنا الإعلامية الرياضية بجهد مستمر، وضجيج كبير، حتى حين يتوقف الركض، ويغلق المضمار تبقى كثير من أجهزة الإعلام الرياضي تسمعنا الجعجعة، وتفتعل القضايا، وكثير منها مقوض للقيم الاجتماعية والوحدة الوطنية، فحين خسرنا بطولة الخليج تزّعمت معظم وسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية حملات طويلة لجلد المنتخب (واللي يتشدد له)، ولو حقق المنتخب بطولة الخليج لتغنت به طويلا، لكن أولمبياد الرياضيات الخليجي الذي شهد سيطرة سعودية مطلقة، وتحقيقها للمراكز الستة الأولى لم يجد الآلة الإعلامية القوية التي تمنحه صدارة المشهد، وتغرس في النشء قيمة التفوق العلمي، وجدارة التنافس فيه، وكأن الرياضة أهم من الرياضيات، وكأن كأس الخليج لكرة القدم أهم من كأس الخليج للرياضة! ومن ناحية فإن هذا المنجز لوزارة التربية والتعليم السعودية حقيق بإنصاف جهود الوزارة في مجاله، وشكر المساهمين فيه، بنفس الدافعية التي تنطلق منها انتقادات الوزارة في بعض إجراءاتها، حتى نصبح منصفين، وقارئين محايدين لما تصنعه الوزارة، وتخطط له في قفزاتها الأخيرة التي لا ينكرها إلاَّ مَن يغالط نفسه، ويخالف الواقع، فشكرًا لرجالات (موهبة) شكرًا يليق بالمنجز المشرّف، وشكرًا لأبنائنا أبطال الرياضيات الذين نفخر ببطولتهم كثيرًا. [email protected]