تربع منتخبنا السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة على عرش كرة القدم العالمية محققا كأس العالم في نسخته الأخيرة بجنوب أفريقيا وللمرة الثانية على التوالي بعد أن حقق اللقب ذاته في مونديال ألمانيا 2006بقيادة المدرب الوطني الفذ عبد العزيز الخالد. جميل أن تحظى هذه الفئة بالرعاية والاهتمام من القيادة الرياضة ومن كل فئات المجتمع ،وجميل أن تكون المحصلة بطولتي كأس عالم تعويضا عن غياب المنتخب السعودي الأول للأصحاء عن مونديال كأس العالم في نسخته الأخيرة بعد حضوره في أربع نهائيات كأس عالم سابقة،وجميل أن يكون منتخب السعودية لذوي الاحتياجات الخاصة نافذة يطل من خلالها العالم على منجزنا الرياضي والحضاري، لكن ليس من المنطق والعقل والأدب أن نحول البطولة إلى مرتع للتسلق ممن يدخلون القائمة الشرفية وليس لهم في العير ولا في النفير، وشيء مؤلم أن يقتسم كعكة الفرح معهم أشخاص ليس لهم أي دور ومؤلم أيضا أن يصل الحال للطرارة والشحاذة من أجل تكريم هؤلاء الأبطال من الشركات والمؤسسات التي تأكل بطريقة المنشار من الاقتصاد السعودي. التكريم المعنوي حصل عليه الوفد من القيادة الرياضية فور عودتهم والتكريم الأجمل سيأتي في الطريق كما تعود الرياضيون بعد كل منجز، ومن المهم خلو القائمة الشرفية من أسماء المتسلقين ومن الجميل وضع النقاط على الحروف في مثل هذه الأمور التي أصبحت ظاهرة مزعجة في الوسط الرياضي. عندما حقق الأبطال البطولة في النسخة السابقة في ألمانيا تحولت القائمة الشرفية من ستة وثلاثين شخصا إلى تسعون شخصا أي بزيادة أربعة وخمسين أسما لا دخل لهم في البطولة ولا علاقة لهم بها نهائيا وزاد من هول مفاجأة القائمة أن التكريم متفاوت من شخص لأخر بل وصل أن أستلم بعض المتسلقين مبالغ مالية أكثر من الأبطال الفعليين. الآن وبعد الاستقبال الحافل للأبطال بدأ ينتاب القائمة الشرفية الفعلية شعور القلق من القائمة الإضافية التي تبدأ بأربعة أسماء أو خمسة ثم تتنامى إلى رقم يفوق عدد الأبطال المستحقين لشرف مقابلة قيادة هذه البلاد وشرف الحصول على التكريم الذي يستحقونه. شركاتنا غابت وهذا لا جديد فيه، وبنوكنا توارت عن حدث وطني عالمي، وقنواتنا ووسائل إعلامنا تمارس دور الطرارة لتكريم هؤلاء الأبطال ولو كان هناك مكافأة مالية مرصودة مسبقا كما تفعل الدول قبل كل كاس عالم لوفرنا على الأبطال ذل الطرارة ولوفرنا لهم ولأسرهم على الأقل منازل سكنية تنقلهم من شظف العيش إلى بحبوحة الحياة، خاصة وإن فوارق قدراتهم الذهنية حرمهم من مواصلة الدراسة ومن فرص وظيفية توفر لهم التكيف الاجتماعي والبيئي الذي يحصل عليه أندادهم من الأسوياء. [email protected]