قال مصدر عسكري يمني ل «المدينة» إن وحدات من الجيش انطلقت من منطقة بلحاف في محافظة شبوة (شرق اليمن)، قاصدة مدينة شقرة لتتوقف على مقربة من مدينة أحور الساحلية القريبة من شقرة بمحافظة أبين، والتي لا تزال الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة تسيطر عليها منذ أواخر شهر مايو من العام الماضي، فيما وصلت قوات أخرى قادمة من مدينة لودر بقيادة وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد، جبال العرقوب المطلة على المدينة من جهة الشمال لمحاصرة مسلحي القاعدة. وتشن قوات من الجيش اليمني قوامها عشرة الوية عسكرية مسنودة بمقاتلين قبليين منذ 12 مايو الماضي، هجوما عسكريا واسعا على معاقل تمركز مسلحي القاعدة في مدينتي زنجبار وجعار لاستعادتهما من يد المسلحين. إلى ذلك، أكد تقرير صادر عن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، أن «الوضع الأمني والاجتماعي المتردي في اليمن حاليا سيساعد القاعدة على تعزيز وجودها فيه، وذلك في حالة عجز الحكومة اليمنيّة عن كبح هذا الوجود وتجفيف منابع دعمه». وأضاف التقرير انه في حالة عجز حكومة صنعاء عن كبح جماح القاعدة وتفكيكها فإن «اليمن سيكون مستقبلا ملاذا آمنا، ليس للهاربين من أفغانستان ومنطقة الحدود الأفغانيّة الباكستانيّة فحسب، بل ولمقاتلي حركة الشباب الصومالية إذا ما نجح التّحالف الصومالي الإثيوبي في سحقها، وفي هذه الحالة، سيكون حتميا إضافة إثيوبيا إلى طيف الاستهداف الذي قد ينطلق من اليمن». واظهر الرئيس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حزم وجدية في التعامل مع هذه الجماعات من خلال الإشراف المباشر على سير معارك الجيش اليمني في محافظة أبين- مسقط رأسه-، وقال: «لا يمكن أن يهدأ له بال إلا بالقضاء على الجماعات الإرهابية وطردها من أبين وعودة النازحين إلى مساكنهم في المحافظة التي غادروها قبل عام حينما استولت الجماعات المسلحة على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة وكبرى مدن محافظة أبين الساحلية». ووفقا لمصدر في الرئاسة اليمنية، اكد ل «المدينة» أن الرئيس هادي وجه قيادة الجيش التي تقود المعارك مع القاعدة في جنوب البلاد بسرعة حسم المواجهة وتطهير مدينتي زنجبار وجعار، كما قالت المصدر المقرب من الرئيس هادي أن الأخير وجه بارسال تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية الموجودة في جبهة القتال مع تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة التابعة له في محافظة ابين. وأشار المصدر الرئاسي إلى أن هادي وجه قيادة قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها العميد أحمد النجل الأكبر للرئيس السابق صالح بالانضمام إلى قوات الجيش الموجودة في جبهة المعارك مع القاعدة بابين وتطهير مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، خلال سقف زمني لا يتجاوز أياما. وقال «ان وحدات إضافية من قوات الحرس الجمهوري توجهت بالفعل إلى أبين تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية».