أكثر من ثلاثين عامًا مضت على مركز الترجمة والتأليف والنشر بجامعة الملك فيصل، منذ قرار إنشائه في جلسة مجلس الجامعة الأولى بتاريخ 12 / 11 / 1400ه، وجاء هذا القرار إدراكا من الجامعة لدور الترجمة والتأليف والنشر في النهضة العلمية، ويتبع من الناحية التنظيمية وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ويهدف إلى تشجيع حركة التأليف والترجمة وتعضيد صناعة الكتاب داخل الجامعة وخارجها وتحفيز أعضاء هيئة التدريس بالجامعة إلى التأليف والترجمة في مجال تخصصاتهم وتوفير الكتب الدراسية والمراجع العلمية المنهجية الحديثة لتكون في متناول الطلبة والباحثين، والمساهمة في نشر المعلومات المختلفة كالرسائل العلمية والبحوث والمؤلفات والمراجع العامة والترجمات والتحقيقات والموسوعات العلمية والمعاجم والكشافات وتشجيع حركة الترجمة بالجامعة والمجتمع ونقل العلوم والمعارف المفيدة المكتوبة باللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، وتشجيع ودعم حركة التعريب ووضع المصطلحات العلمية باللغة العربية والاستفادة من تطبيقات الحاسب الآلي أو أعمال الترجمة من خلال ربط المركز بشبكات الانترنت، وكذلك التعاون والتنسيق بين المركز والمؤسسات العلمية المشابهة على المستويين المحلي والعالمي حتى يمكن الاستفادة من أعمال وخبرات هذه المؤسسات في مجال البحث والتأليف والترجمة والنشر، وأيضًا التعريف بجهود الجامعة في هذا المجال، وترجمة الكتب التراثية والإسلامية من العربية إلى اللغات الأجنبية المختلفة والعمل على إحيائها حتى لا تفقد أصولها العربية، ناهيك عن متابعة ما يستجد في ميادين المعرفة العلمية والتربوية والفنية في العلم والتعريف به واختيار الجيد الملائم منه لتعريبه. وحول هذا المركز ودوره أوضح مديره الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن المحبوب أن الخدمات الكبيرة المجانية المقدمة من المركز للكادر الأكاديمي بالجامعة تأتي تكريسًا للأهداف التي وضع من أجلها لدعم العملية التعليمية والارتقاء بمجالات الترجمة والتأليف والنشر في هذه الجامعة العريقة والتي تشهد ولله الحمد حراكًا علميًا منقطع النظير، لافتًا إلى أن المركز الصغير بحجمه الكبير بخدماته المميزة التي تعد رافدًا مهمًا للأكاديميين الراغبين في ترجمة أو تأليف أو نشر أطروحاتهم وأفكارهم العلمية التي بدورها ستصبح مرجعًا يستفيد منه الطالب والباحث والمهتم، لكنه لا يخفي تطلعه إلى إقبال الأكاديميين للاستفادة من هذه الخدمات التي تقدم على طبق من ذهب بتوجيه ورعاية من الإدارة العليا للجامعة ودعم من الجهات المساندة لا سيما مطبعة الجامعة وغيرها من الإدارات ذات العلاقة، حيث كشف المحبوب أن هناك مكافأة مجزية للمؤلف أو المترجم، وأن المركز يبادر دومًا للتعريف عن نفسه وإبراز هويته الخدماتية الفاعلة وإلقاء الضوء على مهامه الجليلة، كما كشف الدكتور المحبوب النقاب عن خطة للقيام بحملة تعريفية تهدف للتقارب بين المركز وأعضاء هيئة التدريس داخل الجامعة، ناهيك عن المشاركة في المعارض المشتركة التي تكون عادة مصاحبة للفعاليات الكبرى التي تقام في الجامعة، كما أن المركز لا يغفل الاحتفاء بالكتب القيمة المميزة مثلما حدث مع كتاب الدكتور رمضان عمر رمضان بعنوان «الموسوعة الجراحية للإبل العربية» بصفته أفضل كتاب تم تأليفه ونشره هذا العام، حيث أقيمت احتفالية لتكريم المؤلف والكتاب على حد سواء.