(ظ) هو رمز لأقوى فيتامين في المجموعة القوية أصلاً والتي اصطلحنا زمنًا على تسميتها فيتامين (و) أي أنه أقوى الأقوياء، و(ظ) هي اختصار ل(ظهر) والشخص الذي يتمتع بكميات كبيرة من هذا الفيتامين يبدو كما لو كان له ظهر آخر فضلاً عن الظهر العادي الذي يتوفر لعامة الفقراء لهذا الفيتامين، ولنا أن نتخيل كيف يجلس الشخص ذو الظهرين، وكيف يقف وكيف يتحدث، وعلينا أن نقدر انفعاله حين يرى النظرات المنوعة تحيط به وترمقه خلسة لتقرأ ملامحه وهو يرى أنه هو ال(غير) وليس جدة، فيصرخ في مكان عام أو مؤسسة رسمية غير مبالٍ بالناس ولا بشيء قائلا: (أنا وراي ظهر) ويقصد بذلك (ويلك ياللي تعادينا يا ويلك ويل) ويسروا معاملاتي وإلا يا ويلكم من ظهري! فتصيب الناس ما يسمى ب(أم الركب) ويبدأ الخيال بتصور ذلك الظهر المتين وما يترتب على عدم تقديره، وتبقى أجساد الناس أمامه لكن عيونهم تقفز خلفه تفتش عن ظهره وتحاول عد فقراته فتجدها حقًا ضعف العدد الذي اعتادت عليه، بل وتفاجأ بتورّم أطرافها جراء عملية العد ثم تعود لتتحسسه فتجده من فولاذ لا يصدأ ولا يمكن أن يعاني من آلام الانحناء، في حين تتوسله عيون أخرى بنظرة اليتم قائلة: (يا بختك، أنا بلا ظهر ولا فقرات، من فضلك ممكن صورة مع ظهرك)! وهذا الفيتامين لا يتطلب التعرض للشمس لاكتسابه أو دعمه، ويمكنه العمل في كل الأوقات وكل الأماكن، على الأرائك، وتحت التكييف الفاخر، وهذا في الحقيقة أفضل للجميع، لكنه يأبى إلا أن يخرج لمتابعة معاملاته ومحاسبة من يتصدر للتدقيق فيها فيجلب العيد للمكان والعامة بلا ملابس عيد فتحقد عليه وعلى ظهره، وهذا هو الفرق بينه وبين باقي أصحابه من مجموعة (و) الذين يستخدمون فيتامينهم -كما يجب- على استحياء وخلف الستائر وتحت السلالم والطاولات تفاديًا لفضول الناس واستيائهم وحسدهم وطعنهم في الأحقية والجدارة.. وهلم صداعًا. نسيت أن أقول لكم: فيتامين (ظ) لا يباع في الصيدليات ولا على مواقع الإنترنت فلا تحاولوا البحث وابقوا في الطابور أفضل! [email protected] [email protected]