رغم الجهود المبذولة من قِبل المسؤولين لضبط بعض الظواهر السلبية والمتسببة في إحداث جرائم، إلاَّ أنه ومع الوقت أصبحت تزداد تلك الظواهر المخلّة، والتي شغلت في مجملها حيّزًا ممتدًا على مساحة من الوطن، وتُعدُّ من القضايا الأمنية الخطيرة، فممارسو تلك الظواهر استنّوا من الشارع وحده دساتير تشرّع وتبرر أساليبهم وأنشطتهم، ومع عدم تمكننا من القضاء عليها كليًّا تحوّلت إلى تراكمات من الخلل، الذي يصعب تفكيكه، أو تفتيته، أو حتى الحدّ منه وحصره. التسوّل إحدى تلك الظواهر الأشد خطورة على البلاد، والتي من شأنها أن تحدث إضرارًا بالغًا على التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، وقد يتغلغل أثرها إلى النسيج القيمي، حيث أصبحت ظاهرة التسوّل مع تعاقب الأيام بالنسبة للمجتمع حالة طبيعية، من المألوف أن نراها كل يوم متشبثة بالأرصفة، أو ملتصقةً على نوافذ العربات، ولو فتحت باب بيتك لقيتهم في وجهك، حتى وأنت تسحب راتبك عادي يوم يطلع لك واحد برأسه من خلف ماكينة الصرف، كل هذا عادي.. عادي!! ولم يعدْ في وسعنا إلاّ أن نرفع يدنا ونقول لهم: على الله. ولكن هل اكتفوا ب "على الله"؟ الله وحده أعلم بأهدافهم!!. نشاطات التسويق المنطلق وعبر الباعة المنتشرين عند إشارات المرور، وبين السيارات من عطور، وفل، وألعاب، وماء... إلخ، وفوق الطرقات امتدت عربات الخضراوات والفواكه، وسلع أخرى حتى أصبحت تجارة الرصيف، وإشارات المرور ميدانًا خصبًا لنشاطات الخفاء.. والله وحده أعلم بها. المصيبة من كل هذا وذاك أن المواطن فوق الرصيف، وعلى امتداد الطرقات، وعند إشارات المرور اعتاد قسرًا تقبّل تلك الظواهر أمام ناظريه. حتى تحوّل الحال إلى تعوّد.. والله وحده أعلم بانعكاساته. مرصد.. على الطرقات، وعند إشارات المرور.. لبّ الحقيقة أن تلك الظواهر أصبحت الواقع الذي نعيشه، والنشاطات التي مارسنا تقبّلها بوعي، أو دون وعي، ومد وتكاثر.. الله وحده أعلم كيف ينتهي. [email protected]