تعتبر دارين جزءًا من جزيرة تاروت إلى الشرق من القطيف بالمنطقة الشرقية وكانت دارين جزيرة صغيرة انفصلت عن الجزيرة الأم تاروت، وأعيد ردم القناة المائية الفاصلة بينهما عام 1399ه/ 1979م. و اشتهرت دارين مرفأً بحريًا وسوقًا نشطًا ولعلّ شهرة دارين التجارية أطبقت آفاق الجزيرة العربية، فكانت دارين مخزنًا كبيرًا للبضائع التي كانت تجلبها السفن والمراكب البحرية، وأشهرها العطور والتوابل وأنواع من الأقمشة المنسوجة. بينما كانت تؤم دارين قوافل التجار، وتخرج منها محملة بالسلع التجارية، وإلى ذلك يشير الشاعر العربي الأعشى في قوله: يمُرُّون بالدَّهنا خفافًا عيابُهُم ويرجعْنَ من دارين بُجْرَ الحقائبِ كان لدارين مرفأ قديم يقع عند أقصى نقطة عميقة داخل البحر، ظلّ هذا المرفأ مميزًا في موقعه المتقدم، مما أهّله ليكون أشهر موانئ شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام. وقد شهد هذا المرفأ في العصر الإسلامي المبكر تطورا في نشاطه البحري، حيث كان محطة تتوقف عندها المراكب التي كانت تتحرك باتجاه مدينة بغداد عاصمة الخلافة العباسية، وتتركز بقايا المستوطنة الأثرية بدارين تحت أساسات البلدة القديمة التي تقع في القسم الشرقي من مدينة دارين الحديثة، ولعل أبرز مواقع آثار دارين قصر دارين، واشتهرت دارين من القدم أكثر من تاروت حيث اشتهرت أي – دارين – بالعطور ولاسيما المسك يقال "مسك دارين" قال الشاعر النابغة الجعدي: ألقِي فيه فِلْجان من مسك دا رين، وفلجٌ من فُلفُلٍ ضَرِم أفيد عليها المسكُ حتى كأنها لطمته دارين تفتق فارُها وقال كثير عزة: وتتوزع عطور دارين على الأسواق العربية القديمة في الجزيرة العربية، سواءً في جنوبها مثل الشحر، صنعاء، حضرموت أو في وسطها كسوق عكاظ وسوق اليمامة أو غربها وشمالها مثل سوق النطاة بخيبر وسوق القرح أو المعتدل بالحجر وسوق تيماء وسوق دومة الجندل، وكلما ذكرت دارين، ذكر الأدب والحب والطيب وإن كان الطيب وما تفرّع عنه من أسماء المدينةالمنورة مثل طيبة وطابة والمطيبة: ألم تر أني كلّما جئتُ زينبَ زائرًا وجدتُ بها طيبًا وإن لم تطيَّبِ