استبعد فنان الخدع البصرية المثير للجدل (ممدوح المرزوقي) ما يثيره البعض من أن الخدع البصرية أحد أعمال السحر والشعوذة ،وقال إن عمله لا علاقة له بذلك ،وأشار في حوار ل "الرسالة" أن كثيرا من أفراد المجتمع يتفهمون ما يقدمه من عروض فنية وأشار إلى أن عروضه لم تقتصر على المملكة حيث قدم عروضًا فنية في مدينة لاس فيجاس الأمريكية نالت إعجاب واستحسان العديد من نجوم هوليود والجمهور الأمريكي وزوار مدينة لاس فيجاس، والتقى هناك الفنان العالمي ديفيد كوبرفيلد لمناقشة أحدث ما توصلت إليه فنون الخدع البصرية. وأكد المرزوقى أن الخدع الفنية التي يقدمها بدأت تجتذب كافة الأعمار والمستويات والثقافات، وأن ما يتعرض له من انتقادات واتهامات بممارسة السحر والشعوذة يأتي نتيجة عدم فهم لطبيعة ما يقدمه من أعمال فنية تعتمد على خفة الحركة.. فالي الحوار: متى وكيف بدأت تلك الهوية لديك؟ عندما كنت في سن العاشرة تقريبا وبمحض الصدفة شاهدت (عمي) يأخذ قطعة نقود معدنية ثم أخفاها بخفة يد،وهو يمازحني, ولم يأتيني النوم تلك الليلة ، وفي تلك المرحلة من العمر كنت أتميز بحب الفضول، ومنذ أكثر من 25 سنة تقريبا تولد لدى فضول لحل الألغاز. وهل واجهت استهجانا من قبل الأسرة والأصدقاء على ذلك التوجه الغريب؟ لا ..أبدآ، بل واجهت تشجيعا كبيرا من الأهل والأصدقاء المقربين، فهم على علم أن كل هذه الأمور عبارة عن (مهارات مكتسبة) وخفة حركة وسرعة بديهة ولا علاقة لها بالأمور الأخرى أو الخزعبلات. دون دليل طبيعة المجتمع السعودي بعاداته وتقاليده.. هل كانت عائقا في بداية المشوار؟ نعم في البداية..ولكن هذه الأفكار وبعض المفاهيم بدأت تتغير خاصة بعد دخول الإنترنت والفضائيات، صحيح أن البعض في مجتمعنا حاليًا يجد صعوبة في تقبل مثل هذه العروض ولكن في اعتقادي أنها مسألة وقت، وسوف تتغير الأمور ليبدأ المجتمع بقبول هذا النوع من الفنون. لكن مازالت هناك نسبة كبيرة تتهمك بأن ما تقدمه يندرج في إطار السحر والشعوذة؟ ما رأيك؟ لم يوجه لي اتهام مباشر، ولكن أطالع بعض الانتقادات والتعليقات على الشبكة العنكبوتية وكل ما يمكنني قوله لهؤلاء:"عليكم فهم طبيعة عملي "وأطلب من هؤلاء الأشخاص فهم هذه المهنة قبل التسرع و الوصول إلى نتائج غير صحيحة. أنا رجل مسلم و الحمد لله، أصوم و أصلي و ملتزم باركان الدين الخمسة، وأنصح إخواني بأن لا يقعوا في خطأ أو ذنب لأن من اتهم أخيه المسلم بالباطل فهذا (قذف) و العياذ بالله. الفرق كبير وما الفرق بين الخدع البصرية و السحر من وجهة نظرك؟ الفرق كبير جدا كالفرق بين السماء و الأرض.. السحر معروف و مذكور في القرآن الكريم و محرم شرعا و الغرض منه هو أذى الناس، أما الخدع البصرية أو (العاب الخفة) كما يسميها البعض فهي مهارة وفن، الهدف منه هو الإبهار و التسلية، ويعتمد على المرونة، والتمثيل، و بعض الأدوات الخاصة. وما هو مفهوم الخدع البصرية وهل يتطلب هذا الفن دراسة أم أن الهواية وحدها تكفي؟ الخدع البصرية أو illusion هي كل ما يراه العين ويجهله العقل.. بمعنى أنه ليس من الضروري أن كل ما يراه المشاهد هو فعلًا من الواقع، فعملي يتطلب أن اقنع المشاهد بأن الصندوق (فارغ) وهو في الواقع ممتلئ، وهذا الفن يتطلب الدراسة و الممارسة كي يصل الشخص إلى مرحلة الاحتراف ،وهذا يأخذ سنين طويلة و ليس في يوم أو ليلة ،والموهبة مطلوبة بطبيعة الحال وهي نعمة من الله وهي فطرة و ليست مكتسبة، بالإضافة إلى الدراسة. الهجوم الكبير إذا لم يكن ما تقدمه يندرج في إطار السحر بماذا تفسر هجوم بعض رجال الدين على أعمالك؟ الحمد لله لم أمر بموقف أو هجوم من أي من رجال الدين، رجال الدين هم إخواني و قدوتي و من لديه أي استفسار أو تعليق فأنا أتقبل استفساراتهم بصدر رحب و لكن أنا ليس ملزما بإفشاء أسرار المهنة،فهذا الفن يعتمد اعتمادًا كليًا على عنصر الإبهار، و إذا كشفت سر إحدى الخدع ذهب الانبهار من المشاهد. وما مدى تقبل المجتمع لما تقدمه من فنون؟ هناك قبول كبير من فئة الشباب، وهذا مبني على تعليقات المشاهدين لعروضي سواء على القنوات الفضائية أو اليوتيوب أو الفيسبوك. متابعة مستمرة المراحل العمرية التي تعجب بأعمالك ..هل تقتصر على فئة الشباب؟ عروضي بدأت تستهوي وتحوز إعجاب كافة الفئات العمرية سواء الأطفال أو الشباب أو كبار السن من الجنسين، وبدأت مجموعة كبيرة من أفراد المجتمع تتابع العروض التي أقدمها بل، وتنتظر كل ما هو جديد من أعمال، وهذا الإقبال والإعجاب المتزايد يدفعني بطبيعة الحال للبحث عن كل ما هو جديد في عالم الخدع البصرية والأدوات المستخدمة، ويمكن التأكيد على أن هناك فئة جيدة من الذين يتابعون عروضي من فئة 30-50 سنة، كما لاقت العروض التي قدمتها على القنوات الفضائية العربية خاصة الفقرة الأسبوعية عبر برنامج (ياهلا) على "روتانا خليجية" إعجاب المشاهدين، وحازت على متابعة ونسبة مشاهدة عالية، وأنا أعد حاليًا عدة مشاريع فنية سيتم الإعلان عنها بعد شهر رمضان المبارك.