* برنار هنري ليفي مفكر وفيلسوف فرنسي كان من أوائل المنادين بدعم الثوار الليبيين والداعين إلى إسقاط نظام معمر القذافي القمعي، وهو في فعله ذلك كان يمارس واقعًا لا تنظيرًا ما يحمله من أفكار وثقافة تدعو إلى السمو وسيادة المبادئ كما كان يترجم فعليًا الدور الحقيقي للمثقف، في مناصرة الحق والعدل. * في مبادرة جديدة له تحت شعار "انتقال شعلة الحرية" وأمام جمع كبير من وسائل الإعلام والصحفيين وبجانبه اثنان من الثوار الليبيين وناشطين ثائرين من سوريا كاشفًا عن أنه سيصحب كل هؤلاء معه إلى مهرجان "كان" السينمائي لتسليط الأضواء أكثر على معاناة الشعب السوري ولكسب دعم المثقفين والفنانين والمفكرين للثورة السورية. * يقول الفيلسوف الفرنسي للثوار: "أتمنى أن تنقلوا في مهرجان "كان" الشعلة إلى أصدقائنا السوريين.. شعلة الحرية هي الآن بين أيديكم وأنتم ستنقلونها إلى إخواننا السوريين".. بينما كشف أحد الثوار الليبيين عن حقيقة أن "برنار كان أول من أتى إلى ليبيا، ويعود إليه الفضل في كل ما جرى هناك؛ لأنه كان على علاقة بالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي". * مبادرة برنار ليست غريبة لمن يدرك كيف يتعامل المثقفون الفعليون مع القضايا الإنسانية.. فالمثقفُ الحقيقي لا يقف إلا مع المبادئ والفضائل وهو بقدر ما ينادي بها يطبقها فلا يُرائي ولا ينافق ولا يسرق ولا يكذب ولا يدّعي، ولهذا نشاهد مئات المثقفين الغربيين يبادرون إلى تبني قضايا إنسانية من مثل مقاومة المجاعة في إفريقيا أو حماية البيئة أو مناصرة مسحوقين كما في ليبيا من قبل وفي سوريا الآن.. أما مثقفونا العرب فالمحزن أن تاريخهم يكشف زيف أفكارهم وازدواجية معاييرهم حيث يقفون في كثير من الأوقات مع أنظمة قمعية ظالمة كما حدث إبان احتلال صدام حسين للكويت أو كما هو حادث الآن مع النظام النصيري البشع في سوريا. فرغم كل المشاهد المفجعة ورغم كل المآسي التي تنقلها شاشات التلفزة بالصوت والصورة إلا أنهم يبررون ذلك بغير واقعه، ويصرون على أن ما يحدث في سوريا إنما هو مؤامرة دولية على نظام الأسد البعثي. هؤلاء ليسوا مثقفين بل هم أراجوزات. [email protected]