كتب الناقد الروائي عواض العصيمي ذات يوم أن هذه القصيدة من أجمل قصائد الشاعر فهد عافت في التسعينيات من القرن المنصرم، و أن فهد عافت مر بثلاث مراحل من مسيرته الشعرية، مرحلة الكويت، ومرحلة الأمارات، ومرحلة السعودية، وكانت مرحلة الكويت تمثل عنفوان اللحظةالشعرية عنده وإحدى ذرى الاحساس بامتزاج يوتوبيا الوطن والهوية في ذاته من جهة، وعجزه القسري عن إمكان تحقيقها في الواقع من جهة أخرى. وهذه القصيدة مع قصائد أخر شكلت الصفحات الأولى من ديوان فهد في مرحلة باكرة من تاريخ الشعر العامي الحديث في الخليج، كما شكلت إحدى المراثي المبينة لقيمة الإنسان التي يحكم عليها بالنسيان والإهمال خارج السجل المدني ونظام إثبات الهوية. أهز جذع المسافة ويتساقط مدى أهز جذع القصيدة ويتساقط نخيل تزهر يديني أحس انه طريقي بدا واقول حيا على هذا الفلاح الجميل أبدا بتجهيز اوراقي ، وقطرة ندى أشوفها من على خد النوافذ تسيل آخذ معي كل ما يخطر في بالك . عدا ثوبٍ تركته معلق في جدارٍ هزيل تبكي الستاير تناديني .. أرد الندا : عمر الشقي يا ستاير – لا تخافي- طويل أودع البيت ، يا جدران طين وصدى من كان مثلي رحيله أرض وارضه رحيل !؟ أسير حافي قدم .. دربي ضلال وهدى وجهي سحاب وظما .. صوتي نواح وعويل أقطع مشاوير تقطعني بطيب وردى واصير انا الهين الميسور والمستحيل وليا لقيت الطريق اللي مشيته غدى قصير مثل الفرح .. مثل الليالي بخيل أهز جذع المسافة ويتساقط مدى أهز جذع القصيدة ويتساقط نخيل