كم من الخبرة تعتري الخبراء الصحيين في بلادنا بسبب ارتفاع نسبة بعض الأمراض المزمنة في بلادنا، وعلى رأسها سيئ الذكر (السكري)! طبعًا الشجب الجاهز هو سوء العادات الغذائية وفرط السمنة وقلة الحركة، وربما ارتفاع مستوى التوتر والقلق خاصة للذين (يسوقون) سياراتهم في شوارع جدة والرياض لأكثر من ساعة يوميًا، وللذين يراجعون بعض الإدارات الخدمية. لكن ربما عرف السر الحقيقي بفضل دراسة ألمانية بحثية حديثة، أجراها المركز الألماني للسكر، يعني دراسة موثوقة من العالم الأول، ومن مركز معتبر.. مش أي كلام من العالم الثالث. خلاصة البحث يذكرها الخواجة الألماني ميشائيل رودن من المركز إياه إذ يقرر أن ذرات الغبار الملوثة سواء بالسخام المنطلق من عوادم السيارات أو من أجهزة الطباعة وغيرها تؤثر سلبيًا على أداء البنكرياس (الشرق الأوسط 25 مايو). ويضيف الباحث أن الفئران التي تعرضت لهذا الغبار طوّرت في أجسادها مقاومة لعمل الأنسولين الذي يعمل على خفض مستوى الجلوكوز في الدم، وبالتالي زاد احتمال إصابتها بسكري الدم بنسبة 20%. ودعوني أزيد سكان جدة تحديدًا بيتًا من الشعر أو من السكر، فأقول لهؤلاء الساكنين قريبًا من شاطئ البحر: احذروا محطات التحلية التي تستخدم أسوأ أنواع الوقود المتوفِّر، فتلوث الهواء وتنشر الغبار. وحتى عملية نقل بقايا الوقود السام لا تتم بصورة احترافية، وإنما تُعامل كأي مخلّفات عادية في حين أنها سموم فوق عادية، وإذا ما أهملت تطاير غبارها في كل اتجاه، بل هي أخطر بمراحل من سخام عوادم السيارات، فيا للهول من شدة التلوث في جدة. وأما عدد السيارات في المدن الكبيرة فهائل وكبير، ويتزايد بصورة يومية، بل وتتزايد المسافات التي تقطعها؛ لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة، وحتى الوافدين المتدنية أجورهم، يسارعون إلى شراء سيارات (قرنبع) تنفث من السموم أضعافًا مضاعفة، فتتلف مزيدًا من أجهزة (البنكرياس) التي تفرز الأنسولين. وبالتالي لا ينبغي أن نعجب لارتفاع نسبة المصابين بالسكري، وفي أعمار مبكرة. إنه فساد بيئي كبير، ولا يبدو أن له حلًا في الأفق القريب. [email protected]