وصف عدد من الإعلاميين والإعلاميات قرار مجلس الوزراء الصادر أمس الأول بتحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية إلى هيئة عامة، بأنه قرار إيجابي سيصبّ في مصلحة العمل الإعلامي ويسهم في الارتقاء به وتطويره. وقالوا في تصريحات خاصة ل «المدينة»: إنهم سعداء بهذا القرار الذي انتظروه لسنوات، معبّرين عن خالص أمنياتهم وتطلعاتهم بأن يحقق قرار التحويل هذا ما يساعد على إيجاد البيئة الإعلامية المناسبة التي من خلالها يمكن تقديم أعمال متميزة ومتنوعة بشكل جديد. ننتظر التنظيم رأى وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب أن الإعلام أصبح الآن خيارا مهما في مسيرة الدول والشعوب للتعريف بنفسها ولإبراز منجزاتها الحضارية، وحتى يستطيع الإعلام تأدية دوره بشكل فعّال لابد أن يقترن ذلك بمرونة مالية وإدارية وسرعة في اتخاذ القرارات داخل المؤسسات الإعلامية، وأعتقد أن هذا القرار جاء ليحقق هذا الهدف، فالمملكة في عهد خادم الحرمين تشهد مسيرة حضارية في كل مناطقها ولها حضورها على المستوى الدولي وعلى المستوى العربي وربما نحتاج إلى أن يكون هناك جهد إعلامي كبير لمواكبة هذه الحركة الكبيرة، ولا شك أن صدور قرار مجلس الوزراء يأتي ضمن منظومة قرارات مباركة تشهدها الممملكة في عهد خادم الحرمين شملت كل جوانب الحياة وجاء الإعلام مكملاً لهذه الجوانب باعتباره يقوم بدور رئيسي وكل ما نرجوه إن شاء الله أن يعقب هذا القرار تنظيم يحقق طموحات العاملين ولديه استراتيجية واضحة للوصول إلى الهدف ولديها أدوات تساعدها على تحقيق الهدف، ولابد من شكر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة والذي كان له دور كبير في نقل هذا المشروع إلى حيز الوجود وأيضاً شكراً إلى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان والذي تحظى الإذاعة والتلفزيون بمتابعة كبيرة من سموه. مرونة أكثر ثمّن مدير عام إذاعة جدة الدكتور عبدالله الشايع القرار الصادر من مجلس الوزراء، وقال: باسمي وباسم جميع منسوبي الإذاعة نرفع جل الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين على صدور هذا القرار الحكيم، ولا شك أن هذا القرار سيكون له مردوده الإيجابي على وسائل الإعلام وعلى وكالة الأنباء السعودية من حيث التطوير ومن حيث المرونة ومن حيث المنافسة أيضاً، بالإضافة إلى أنه سيكون له آثاره الإيجابية الكبيرة على مستوى العمل وعلى المردود الإيجابي على البرامج وعلى كل المنتج الإعلامي الذي يصدر من الإذاعة والتلفزيون أو يصدر من وكالة الأنباء السعودية، لاشك أنها خطوة متقدمة وخطوة منافسة ومتميزة وكذلك الشكر موصول لمعالي الوزير ولسمو نائبه ولمعالي نائب الوزير. وأشار الدكتور الشائع إلى أن هذا القرار كان حلما وتحقق لأن الهيئة تعطي مرونة أكثر للعمل الإعلامي الذي يحتاج إلى الدعم والموارد والمنافسة العالمية. وأبان أن إذاعة جدة سيطرأ عليها تحوّل كبير جداً بعد هذا القرار من حيث العاملين وعلى مستوى النوعية في البرامج والمنتج الإعلامي بشكل عام. أوضاع مهنية خطرة وقال مدير عام تلفزيون جدة خالد البيتي: الحقيقة أن كل هذه الوسائل هي مكملة لبعضها البعض وتخدم الإعلام والمتلقي على وجه الخصوص للوسيلة الإعلامية، وبالنسبة لقرار التحويل فأنا أتصور وبكل المقاييس بأنه يأتي في مصلحة العمل الإعلامي، وأيضًا العاملين في حقل الإعلام، لأن العمل تحت مظلة هيئة يزيل كثيرًا من أعباء الروتين والتي أثقلت العمل الإعلامي لسنوات طويلة، وبالطبع نحن لسنا وحيدين في هذا الهاجس لأن كل القنوات الحكومية في العالم العربي تشاركنا هذا الهاجس لأننا نعاني أيضًا من نفس الروتين، والهيئة إن لم تكن مماثلة وشبيهة للمؤسسات الإعلامية الخاصة إلا أنها طبعًا تأتي في المنطقة الوسطى بين الخاص والعام، وأعتقد أن هذا الوجود سوف يكفل لها حرية أو سرعة التحرك والمرونة في العملية الإنتاجية، وبلا شك أن هناك العديد من المزايا يحملها نظام العمل لموظف الهيئة الذي لم يعرف هذه المزايا خلال عمله في ظل نظام الخدمة المدنية والذي لا يقدم حوافز للعاملين في حقل الإعلام، رغم أن ظروف العمل في حقل الإعلام تختلف عن ظروف عمل الموظفين في العديد من القطاعات الحكومية ولكننا نتساوى في الأخير لأننا هنا في حقل الإعلام أو في التلفزيون على وجه الخصوص نعمل في ظروف قاسية وأحيانًا خطرة وهذه المزايا سوف تكون دافعًا إن شاء الله تعالى لمزيد من الإنتاج، وربما يلفت الانتباه أنني أقول: إنها خطرة في ظل أوضاع مهنية كثيرة حصلت خلال عملية إنتاج البرامج التلفزيونية، وأيضًا هذه المزايا ستكون دافعًا لمزيد من الإنتاج والتفرّغ للعمل بدلا عن البحث عن وسائل أخرى للتعويض كما يفعل الكثيرون من العاملين الآن في حقل الإعلام في ظل ضعف الحوافز والأجور، وفي اعتقادي أن التحويل بلا شك في مصلحة الجميع والذي أتمناه أن ينعكس إيجابًا على المستمع والمشاهد لأنه إذا لم ينعكس فإنه لن يحقق الهدف منه وهو الجمهور المتلقي، وكأي منتمٍ لهذا الجهاز أشكر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي فعّل هذا القرار وأخرجه إلى حيّز التنفيذ لأنه بهذه الآلية يدعم أبناءه العاملين في حقل الإعلام ويطوّر آلية الإنتاج الإعلامي بما يرضي المتلقي المستهدف من هذه الخطوة. حلم كل إعلامي وقالت الإعلامية والممثلة مريم الغامدي: صدور هذا القرار كان حلم كل إعلامي ومهتمٍ بالإعلام لأن ذلك سوف يساهم كثيرًا في تطوّر الإذاعة والتلفزيون ويفتح أبوابًا جديدة للعمل الإذاعي والتلفزيون وبحيث لا يكون هناك تفرقة أو تحزبات، ولا بد من وجود ميزانية مخصّصة للإذاعة والتلفزيون من أجل تقديم المميز، فقد كنا في السابق نقدم الأعمال الدرامية ويتم رفضها لعدم وجود ميزانية، ولكن الآن سوف يكون هناك ارتقاء بالعمل الإذاعي والتلفزيون وسوف يصب ذلك في صالح المصلحة العامة، ولا بد أن تكتمل هذه الخطوة بوجود إدارة واعية تدعم هذا العمل وتشجعه حتى نرتقي بالأعمال التلفزيونية والإذاعية. انتظرناه سنوات وتحدث الإعلامي القدير غالب كامل فقال: هذا الأمل كنا ننتظره من سنوات طويلة وكنا كإعلاميين ننادي بذلك لإيجاد كادر بالإعلاميين والحمد لله تحققت هذه الأمنية، فمن خلال هذه الهيئة تسقط الكثير من القيود المادية والمعنوية ويكون هناك تنافس أكبر وهي خطوة مباركة وسوف تعود بالخير والتطور للإذاعة والتلفزيون. الصرف المالي وقال الإعلامي سلامة الزيد: بطبيعة الحال نحن نجهل إلى الآن تفاصيل الآلية التي ستصبح عليها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ولكن المتعارف عليه أن تحويل أي وسيلة إعلام إلى هيئة أو مؤسسة يعني تحريرها من القيود المالية والإدارية وإعطاءها مساحة أكبر للانطلاق واتخاذ القرار دون أن تكون ملزمة بالبقاء خلف الروتين الرسمي الذي يقيّد المؤسسات الإبداعية غالبًا في العالم وليس فقط في المملكة، وأي مؤسسة إعلامية تحتاج إلى المزيد من المرونة في اتخاذ القرار والمزيد من المرونة في طرح الأفكار والمزيد من المرونة في الصرف المالي وهذه مهمة جدًا، فنحن نعطي للضيف مهما كان مقامه مكافأة على برنامج أو مادة يقدمها كإعداد مايقارب ال 250 ريال بينما يأخذ على المقالة عمود صغير في صحيفة ما يقارب 500 ريال فكيف يمكن أن نستقطب أسماء كبيرة وأدباء ومفكرين في ظل هذه القيود المالية الموجودة، فضلا عن أن الصرف لهذه المستحقات المالية لا يتم إلا بعد ستة أشهر سواء في الإذاعة أو التلفزيون وهذه إشكاليات تواجه الوزارة إذ لاحول لها ولا قوة في حل هذه الإشكالية، وتأتي الآن مظلة المؤسسة التي نأمل أن تطلقنا من القيد الذي أثقل كاهلنا لسنوات طويلة جدًا، ونشكر صاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى خادم الحرمين الشريفين الذي كان له الدور الأكبر في حث الوزارة على اتخاذ هذه الخطوة ليأتي معالي وزير الثقافة الدكتور عبدالعزيز خوجة ويفعّل هذا التوجيه ويعجّل بوضع الملف أمام لجنة الخبراء بمجلس الوزراء لتفعيل هذا القرار، ونحن الآن نحتاج إلى أمرين مهمين جدًا هما: أولا اختيار قيادة تناسب المرحلة الحالية بفكرها وبتطلعاتها وبتحررها فكريًا من قيود الماضي لأنه أحيانا لا يُنفذ القرار بالشكل اللائق في ظل قيادة مأسورة بفكر الماضي وبالتالي فإنه من المهم جدًا اختيار القيادة القادرة على التحرر من القيود الماضية ومن أفكار الماضي والانطلاق نحو آفاق المستقبل فضلا عن وضع آلية مالية مناسبة للكفاءات القائمة، حيث تسرّبت كفاءات كثيرة من وزارة الثقافة والإعلام إلى القطاع الخاص وبالتالي يجب أن نضع حدًا لهذه المسألة إذ يتوجب مكافأتهم بشكل لائق، ففي الكويت يأخذ المذيع ما يعادل راتبه مرتين كمكافأة يستحقها عن البرامج والأفكار التي يقدمها وذلك رغبة منهم في إبقائه داخل الجهاز، بينما نحن وضعنا سقف قدره 5000 ريال لا يتجاوزه المذيع مهما كانت خبرته الإعلامية، وهذا السقف للأسف ليس بقرار من مجلس الوزراء وليس من وزارة المالية وإنما هو قرار داخلي من وزارة الإعلام وتستطيع الوزارة أن تلغيه ولكنها لم تلغه، وأعتقد أن من الكفاءات التي تسربت من قطاع الإعلام الدكتور محمد العوين وهو قامة كبيرة كان لديها الكثير والكثير الذي سيقدمه للإعلام. التحرك والإبداع وتقول المذيعة بإذاعة جدة جواهر بنا: مردود مثل هذا القرار سيكون عظيمًا جدًا لأنها ستنقل مجالي الإذاعة والتلفزيون إلى آفاق رحبة وسيعة تعطينا الكثير من الحرية من التحرك وتدفعنا للمزيد من التحرك والإبداع وتدفعنا لتقديم المزيد من التجديد والإبداع، وكنا نتمنى مثل هذا القرار من قبل حتى وإن كان لازال بحاجة إلى شرح أكثر ونحن في انتظار الشروحات ولكن مبدئيًا فالقرار يبشّر بخير. نقلة كبيرة وأخيرًا يقول المذيع بإذاعة جدة عبدالرحمن القبيسي: في تصوري تعد نقلة كبيرة جداً ليجد الإعلامي فرصته للتعاطي مع المرحلة الإعلامية التي تشهدها المملكة ومواكبة للتطور الهائل لما يحدث من وسائل الاعلام الدولية، ويحتاج الشباب إلى اعطائهم الفرصة الكاملة لتولي زمام الأمور في هذه المرحلة لتشكيل إعلام سعودي يسجل صورة جديدة للإعلام النيّر والصادق والشفاف لخدمة المواطن أولاً والارتقاء بسمعة الوطن في كافة الجوانب.