في بعض الأحيان أتشَرف بالمشاركة في بعض اللقاءات والندوات مع الأستاذة الدكتورة سلوى بنت عبدالله فهد الهزاع أستاذ (بروفسور) في طب العيون، كبير المستشارين لوزير الصحة في المملكة العربية السعودية. سلوى، اسمها يتحدَّى النسيان، لأنه منقوش بالشكر والعرفان في ذاكرة كلَّ من عمل معها، وكل من منَّ الله عليه بالشفاء على يدي سلوى البيضاء، تتفيأ بظل أبحاثها عندما يشتد هجير شمس الحياة هربًا من مهنة التغلب على الألم إلى مهنة البحث عنه، عناصر الوقت عند سلوى وحدات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالوقت الذي أصبحت لا تملك الكثير منه، إن ما يخفف من واقع الإرهاق الذي تحياه سلوى لحظة نور لمريض فقد البصر. لحظة تكشف الروح فيها عن دفئها في لقاء تتمنى لو أن الزمان يتوقف، وتتحجر اللحظات الهاربة في لوحة.. في تلك اللحظة لا تجرؤ فيها على أن تتنهد أو يحرك جفنها حرصًا على انفلات جزء من لحظة العذوبة الأبدية. سلوى كبير العلماء الإكلينيكيين في مركز الأبحاث التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي، سخرها الله عونًا أمينًا بعد الله لمن فقد النور، ولم يكن بينها وبين مرضاها حجاب، عندما تتلقَّى الاتصال المباشرَ منهم لاستشارة ما، حيثما كانت، تقفَ إلى جانبهم، وتبذلَ من وقتها الكثير للتغلّب على معاناتهم. عرفتُ سلوى المتميزةَ من عملها وعيادتها وأبحاثها وأقوالها وأفعالها، فلم يَخبْ الله لنا فيها ظنُّ، هي الأخَت الودودَة والصديقَة الوفيّة الذي يُعدُّ كلَّ موقفٍ يتعرضُ له مريض في العيون قضيةً شخصيةً لها، ثم تسعى إلى تذليلها ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا. أما دوليا، فسلوى هي عضو في المجلس الإداري للمجلس العربي الإفريقي لأمراض العيون، وزميلة في الكلية الملكية للجراحين في أدنبرة ببريطانيا، ومستشفى جونز هوبكنز في الولاياتالمتحدة، نشرت 53 ورقة عمل دولية كما حصلت على الكثير من جوائز التميز من مراكز الأبحاث وعدة جهات رسمية عربية. وبعد.. إن الدعوةَ الكريمةَ لتكريم رموز نساء الوطن، تُمثِّل رمزًا يسيرًا من الوفاء والعرفان لهن! دامت سلوى للوطن عنقود ماس ونسمة هواء وسنابل أمل وبذور خصبة تملأ بيادر حياتنا بالحب والعلم والفكر والكلمة البناءة الحسنة. [email protected]