ماذا لو عمل الشاب السعودي ميكانيكياً؟ حداداً او نجاراً؟ ماذا لو عمل في إحدى المهن او جميع المهن التي تمتهنها العمالة الأجنبية؟ ماذا سيحدث في العالم؟ ما الشيء الذي سيحدث و نحن لا نستطيع ان نتحمل عواقبه؟ لماذا حين تسأل شابا سعوديا هل تعمل في احدى تلك المهن يرد قائلاً مترفعاً كما لو اننا دعوناه لعمل غير شرعي ..أنا سعودي.. و ما الجديد في ذلك؟ و لأنك سعودي نحن نطلب منك العمل في تلك المهن. ما الذي يعيب تلك المهن أو ما هو الشيء الذي يميزك عنهم حتى لا تقوم بما تقوم به العمالة؟ و لطالما ترددون ان العمل لا يعيبه شيء طالما انه شريف. في الوقت الذي يشتكي البعض من كثرة العمالة الأجنبية و انتشارهم هنا و هناك في كل المجالات بصورة عامة و في المهن بصورة خاصة وفي ظل ارتفاع نسبة البطالة إلا أنهم مستمرون في الرفض دعونا نفكر معاً ماذا قد تكون أسباب الرفض؟ إذا كانت المشكلة مشكلة الدخل ألا يعلمون ان العمالة تحول مبالغ بمئات الألاف لبلادهم سنوياً. وماذا ايضاً اه لقد نسيت نظرة المجتمع قد تكون السبب الرئيسي لعزوف الشباب عن القيام بهذا النوع من المهن حيث تلك نظرة تتسم بالازدراء وعدم تقدير للقائم بهذه المهنة رغم توفر المؤسسات التعليمية و المعاهد التي تتعهد بتدريب الشباب على هذه المهن و الحرف وتكون تلك النظرة استثنائية تماما عن المهن الأخرى ولابد من تغيير هذه النظرة الخاطئة و القاصرة وتحقيق ذلك يكون بانخراط الشباب و بالأخص الذين يحملون شهادات في هذه المجالات لأنه يبدو أن هذا هو الحل الوحيد ولأن في ملء هذه المهن يتحقق الاكتفاء الذاتي الهدف الذي تنشد تحقيقه الدول التي تحلم بالتقدم و الذي يتشكل في انعدام حاجتنا للعمالة الأجنبية. وإن كان التشكيك في كفاءة و قدرة الشاب السعودي على تقديم و انجاز الأعمال بكفاءة و جودة بعض العمالة الأجنبية فنحن نستطيع أن نساعدهم على ذلك بإعطائهم الثقة و الفرصة و الوقت الكافي لتحقيق ما نتطلع إليه منهم ولمعرفة مدى امكانياتهم التي ولا بلا شك هي متواجدة في كل شاب سعودي و كما هو بلا شك واجبنا توجيههم و حثهم و دفعهم للعمل بهذا المجال و تشجيعهم إذا ما قرروا بخطو اولى خطواتهم في هذا المجال كما هو تماما من واجبهم أيضاً أن يستثمروا قدراتهم و امكانياتهم التي وهبهم إياها الله و كذلك يطبقون العلم الذي قضوا سنين من عمرهم في تعلمه بما يعود على بلادهم وعلى أنفسهم بالخير. ولافي معتوق العصيمي - مكة المكرمة