أظن جميعنا يتذكر «قضية قطار مكة» وقيمة العقد، وكيف تبنى بعض كتاب المقالات ما طرح في «الإنترنت» من مقارنات في قيمة العقود، ولكن لماذا كان عقد قطار مكة مختلفا عن باقي عقود قطارات دول العالم ؟ بعيدا عن التضاريس والجبال في مكة، حين تتأمل كيف تعمل الشركات في المشاريع الكبرى بدول العالم ستعرف أين تكمن مشكلتنا ؟ فالشركة ما أن تأخذ مشروعا ما، إلا وتبدأ في جلب ما يسمى «عمال الأجر اليومي»، وهؤلاء لا يكلفون الشركة إلا إجرة العمل اليومي «100» ريال تقريبا أي «500» ريال أسبوعيا، وهؤلاء العمال موجودون في كل مجتمع بالعالم إلا بدول الخليج. بيد أن هذه الشركة حين تأخذ مشروعا ما في السعودية هي تعرف أنها لن تجد هؤلاء العمال، وأن عليها جلب العمال مع ها فترتفع التكلفة لديها وسيضاف السكن وتذاكر السفر والعلاج، أو تحاول التعاقد مع شركات سعودية لديها عمالة أجنبية، وهذه الشركات لن تقبل بما يقبله عامل الأجر اليومي. خلاصة القول: إن هناك سوق عمل كبير موجود لدينا منذ زمن بعيد، وأصبح الطلب عليه أكثر «بعد المدن الصناعية ومشاريع القطارات»، لكن المجتمع للأسف مازال يحتقر الأعمال المهنية، لهذا لا يذهب الشباب للعمل بنائين، كذلك المؤسسات المعنية لم تعمل على تغيير نظرة المجتمع لهذه المهن. تخيلوا لو أن مؤسسة التعليم طرقت هذا المجال، ووزارة الشؤون الإسلامية وظفت خطب الجمعة لهذا الاتجاه، والأمر سهل فقط تروى حكايات الأنبياء عليهم السلام الذين ورغم أنهم يحملون الرسالة إلا أن أحدهم كان مستأجرا يرعى الغنم، وآخر نجارا، وثالث يعمل بتجارة خديجة رضي الله عنها. تخيلوا أيضا أن محاكمنا كفت عن قبول قضايا «تكافؤ النسب»، لتدفع المجتمع على أن يحترم الإنسان بغض النظر عن عمله أو نسبه، أليس أفضل بكثير من طرح قضايا قيل لنا إنها حقيقة فجاءت الأرقام لتخبرنا شيء آخر ؟ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة