ترجّل عن قيادة مؤسسة المدينة للصحافة والنشر رجل كبير محبوب ذو خلق. ومع أسفنا لقراره الذي لم نفلح في ثنيه عنه، إلا أننا لا نملك إلا أن ندعو له بدوام الصحة والسعادة. وأن لا يحرمنا من حكمته، واستمرار اهتمامه بهذا الكيان الصحفي العريق. لقد ترأس معالي الأستاذ الدكتور غازي بن عبيد مدني مجلس إدارة مؤسسة المدينة لمدة تزيد قليلاً عن عشر سنوات، كان فيها نعم القائد الحريص على مؤسسته والعاملين فيها. ولقد تحقق في عهده إنشاء البنية التحتية الحديثة للمؤسسة. كما حدّثت مطابعها بمطابع عالية التقانة، مكّنتها من طباعة صحيفتها العريقة بالإضافة إلى طباعة صحف أخرى.كما حدّثت المطابع التجارية القادرة على طباعة الكتب والمطبوعات الأخرى. ولقد كان اهتمام معاليه بالجانب البشري والإنساني كبيراً،فعمل على تحسين بيئة العمل للصحفيين والإداريين ومتابعة أوضاعهم. وليس ذلك بغريب على رجل كانت له مسؤوليات جسام في مواقع كبيرة في بلادنا العزيزة،كان آخرها إدارته لجامعة الملك عبد العزيز بجدة. فقد كان في موقعه في الجامعة يتعامل مع كافة أطياف المجتمع والناس من صغيرهم إلى كبيرهم، ومن مثقفهم إلى قليل الثقافة فيهم؛ فحظي باحترامهم وتقديرهم. ولقد شهدت– من سمو خلقه وأدبه– أنه تأتي إليه الإساءة، فيترفع عن الانتقام لنفسه، ولا يرد الإساءة بمثلها أو ببعضها. هذا الخلق الجم والتعامل الإنساني الرفيع، لا يقدر عليه إلا قلة من البشر، طبعوا على مراقي الفضيلة، ووهبوا ثقة كبيرة بالنفس. ولعل بيت شعر والده السيدعبيد مدني ينطبق عليه حين قال: ذخائرٌ لا يحيطُ القول عِدّتها، لكنْ يدلّ عليها الوصفُ إلماما. فاكس 96626999792 [email protected] [email protected]