عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس في كابول عن رغبته في أن تبقى فرنسا حاضرة في أفغانستان بعد انسحاب قواتها من هذا البلد لكن «بشكل مختلف» وفي بعد «مدني واقتصادي» أكبر. وقال هولاند في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي خلال زيارة مفاجئة من عدة ساعات أجراها إلى أفغانستان أنه يأمل في أن يتاح «للأفغان تحقيق الاكتفاء الذاتي» بفضل الاستثمارات الفرنسية في المستقبل. وزار هولاند الجنود الفرنسيين في قواعدهم. وأوضح الرئيس الفرنسي أن بلاده تريد إضفاء «بعد مدني» لمساهمتها عبر «التعليم» و»الثقافة» وكذلك «علم الآثار» وهو مجال فرنسا متقدمة فيه في أفغانستان منذ سنوات. كما تحدث عن «إمكانات» على المستوى «الاقتصادي» على غرار «السكن والطاقات المتجددة والأبحاث النفطية أو الزراعة» كي تتمكن أفغانستان من تولي أمورها بنفسها. وقال هولاند «نريد أن يكون بقاء فرنسا في أفغانستان مختلفا عن السابق». وتابع أن بعثة مكافحة الإرهاب «توشك على الانتهاء، وهي مبعث فخر كبير». وكرر أنه في نهاية 2012 «لن تبقى قوات مقاتلة. سنعيد (في الأشهر السبعة المقبلة) ألفي شخص. وفي مطلع 2013 لن يبقى إلا موظفون مسؤولون عن إعادة معداتنا» التي سيتركها الجيش الفرنسي «بالطرق التي تقترح عليه». وفرنسا هي الخامسة من حيث عدد الجنود في قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان وتشارك فرنسا حاليًا بنحو 3350 جنديًا، ضمن قوات التحالف الدولية، التي يقودها الناتو ضد عناصر تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» في أفغانستان، منذ أواخر عام 2001، ووفق تقديرات القوات الدولية، فقد خسرت القوات الفرنسية حوالى 83 قتيلاً، خلال تلك الفترة. وتأتي زيارة هولاند لكابل، بعد أيام على موافقة حلف شمال الأطلسي على خطة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والتي تقضي بإنهاء العمليات العسكرية في أفغانستان العام المقبل، وانسحاب القوات الدولية من الأراضي الأفغانية بحلول العام 2014.