ينتقد البعض تكرار نفس الأنشودة من عدة منشدين آخرين، ولكن تلك الظاهرة ليس مردها قلة الأشعار الصالحة للإنشاد ، فالشعراء كثر، وقد يعود السبب في التكرار إلى قوة الأنشودة، فالكلمات الجيدة تدفع الآخرين لإعادة تقديمها. وقد تختلف أسباب التكرار، فربما يكون أحد المنشدين قد ألقى القصيدة بطريقة تعبيرية معينة ويقوم منشد آخر بتقديمها بصورة مغايرة، وإحساس مختلف، في كلتا الحالتين تجد جمهورا جديدا ،والأنشودة في هذه الحالة قد تكون أفضل من المرة الأولى. واعتقد أن الأنشودة التي يتكرر تقديمها بلا شك ناجحة وقوية وإلا لما قام آخرون بتقديمها مرة أخرى،فتكرارها لا يدل على الفشل، فالذي قالها في السابق ناجح، وكذلك من قلدهم، فكلا المنشدين أوصل إحساسه بطريقة يراها مناسبة . وعلينا التيقن أن كل فنان يرصد أنشودته بطريقته الخاصة و إحساسه المختلف ، ولا أرى أن التكرار ليست له جوانب سلبية من وجهة نظري ، فجميع هذه الأناشيد ناجحة وجميلة الأفكار والألحان، والمنشد قد يعجب بأنشودة ويعيدها بإحساسه، وكذلك يغيّر من طريقة الأداء، فمن الممكن أن تكون بطريقة أفضل . وبكل صراحة نحن بحاجة خلال هذه الفترة أن يكون هناك مزيد من الأعمال الشبابية، وأنا أضرب مثلاً بأنشودة (يا طيبة) فالبعض يعتقد أنها أنشودة حديثة أو جديدة مع أنها قدمت منذ وقت طويل ،وهذه الأنشودة ذكرها كثير من المنشدين، وهي أنشودة سورية قديمة جداً، وفي الفترة الأخيرة انتشرت بين الأطفال وأداها بعض المغنين والمنشدين بطرق جميلة ورائعة.