زوجي يعاملني معاملة سيئة ويشك في تصرفاتي * أنا امرأة متزوجة من رجل عديم الشخصية ويعاملني معاملة سيئة، وينفذ جميع ما يطلبه أهله منه، إضافة إلى كثرة العصبية والمشكلات التي بيني وبينه، سواءً كان ذلك بسبب أو بغير سبب، والأدهى من ذلك أنه كثير الشك فيّ، وكنت أعيش معه في مدينة بعيدة عن أهلي وأهله، خدعني يوماً بأن لديه دورة في منطقة أخرى، وأخرجني من بيتي الذي أسكن فيه في المدينة، وذهب بي إلى القرية التي يسكن فيها أهلي وأهله، وهذا مما يجلب لي الكثير من المتاعب، أرشدوني ماذا أفعل؟ - لا شك أنكِ تعانين من استمرار هذا الوضع؛ لأنه من الطبيعي أن تبحثين عن الاستقرار والطمأنينة والراحة في ظل زوج تطمئن معه نفسكِ وأولادكِ، وتشعرين معه بالأمان، وهذا مطلب كل امرأة عاقلة وحكيمة لنفسها وأولادها، ولكن المؤمن يعرف أن الحياة ابتلاءات، وأنها جبلت على كدر ومعاناة، ويجب أن يثق بمقدور الله وأنه على خير، وأن في انتظار الفرج عبادة. فيما يتعلق بزوجكِ عليكِ بكثرة الدعاء له ولنفسكِ، وأحسني التبعل له، ولا تشعريه بأنكِ ترينه عديم الشخصية، بل دعيه يشعر بأنكِ تثقين فيه وفي قراراته وأنكِ تعتزين بقوة شخصيته، حاولي دائما أن ترسلي له رسائل إيجابية عن ذاته، كأن تحرصي على أخذ رأيه ومشاورته في كل أموركِ؛ لأن هذا يجعله يشعر بالاعتزاز، وأن توضحي له أنكِ تثقين به وتقدرين رأيه وتعتزين بشخصيته. وحاولي أن تبتعدي عما يكدر مزاجه ويستثير أعصابه، وقابلي ثورته بالمحافظة على الهدوء وعدم الانفعال؛ لأن ثورتك لن تزيد الموقف إلا صعوبة وغليانا. واحرصي على ألا يراك في موقف لا يحبه أنت وأولادك؛ كي لا يجد فرصة للعصبية وافتعال المشكلات، وإن حصل ورأيته في ثورة غضب وعصبية فأشعريه بأن أهم شيء عندك هو صحته وراحته، وأن كل ما يريده سوف يتم، لأنه إذا شعر بذلك فحتما سيصله اهتمامك ومحبتك له، وسينعكس ذلك على طريقة تعامله معك. واحرصي على التودد لأهله والتقرب منهم وعدم ذكرهم بسوء؛ لأن ذلك سيجعله يثق بحبكِ له وحرصكِ على رضاه، وعندها لن يشعر بأنه يستمد قوته من قرب أهله له. أما بخصوص سكنكِ بالقرب من أهله وأهلكِ، فلعل في ذلك خيرة لكِ أن تكوني قريبة من أهلكِ تزورينهم ويزورونكِ، وفي ذلك الكثير من الراحة لنفسكِ، خاصة في لحظات وفترات الألم، وأعتقد أنه من الجيد لك لو تم التواصل بينكِ وبينهم لكسر ما قد يكون قد ترسب في الأنفس من قناعات ومواقف سيئة، استعيني في كل أمورك بالله، وثقي أنه لن يخيبك. (المستشار الأسري – د.غازي الشمري)