بلادنا المقدسة.. رمز الخير والأصالة.. حيث امتدت جذور أخلاق الأمم ضاربة في باطن الأرض، ممتدة إلى عنان السماء. في قلب الصحراء.. القاحلة.. حيث يقبع الخلاء تسامره الوحدة. صحراء الدهناء ذات الرمال الحمراء والتي اكتسبت وهجًا وضاء بفعل شمس السماء.. رمى أشباه البشر ما تبقى من آدمية في ثناياها.. واستغنوا بها عن آخر أمل في ريح حياة هانئة كريمة. أمهات.. تركن بمفردهن من قبل أبنائهن، لماذا؟ كل سيارة تقف تقول إحداهن هذا وليدي، وتجيبها الأخرى لا، هذا ليس ابنك!! فيتلحفها صمت قانع بقهر.. خانع بألم.. يتقطع أحشاءها شعور اللهفة على ذلك المسمى بشر. هل تقبل يا هذا أن تفعل بأمك هكذا؟ هل الزوجة هي السبب؟ هل تقبل إحداكن أن تفعل ذلك؟! الدنيا تدور، وحق الوالدين تراه في الدنيا قبل الآخرة. من يفعل هذا بأمه، سيراه غدًا بأم عينيه من أولاده وربما ساندهم الأحفاد، وسيتذكر ويبكي ويقول: أنا فعلت بأمي هذا، لكن هيهات هيهات، فقد فات ما فات. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. طيف الأمل - جدة