ابن ادم المخلوق الإنسانى الضعيف هو بذاته قضية تكبر وتكثر وتتعدد أنواعها ومسمياتها وتحفظ فى ملفات وسجلات تخصه وحده تحاكيه وتسطرما جناه وقدمه من فعل وعمل له وعليه بقصده وطوعه وإرادته أو بعفوية أو استهتار وعدم دراية وبحرص وإدراك لعواقب الامور منذ مولده ونشأته طفلا ثم فتى يانعاً وشاباً يملك قرار وزمام أمره ويكون أباً ومسؤولاً عن أسرة وأبناء ثم يصبح كهلاً وجداً وحتى رحيله للعالم السرمدى الى الدار الباقية وهي مشكلة وقضايا تلازمه وتستمر معه ومع نفسه وذاته وحاله هى شغله وشاغله, وأهم مشكلة وقضية تبدأ به حال خروجه للحياة ولحظة مولده,عجزه ووهنه فيلاقي حياته الجديدة بالتذمر والاستنكار وبالصراخ والبكا ء لا علم أو تفسير أو اجابة شافية ومقنعة لأي كائن غير خالقه جلت قدرته ونفذ أمره هل هذا العويل وكل ما يصدر من هذا الوليد تعبير عن سعادته ومسرته ورضاه أو هو اعتراض وشعور واحساس بالرعب والخوف من المجهول الذى ينتظره وعدم قبول ما رأى وتلمسه بإلهامه الالهي والغريزي بفراق احشاء ورحم حاضنته. ان العالم الذى قدم إليه وصار عضوا منه مليء بالغموض والأسرار' لا استقرار فيه أو راحة بل كله عناء ومشقة فتاق شوقاً وحناناً الى الدفء والأمان بداخل أمه الحنون والمشفقة عليه والتى رعته وغذته من دمها وأوردتها بأمر خالقها وعطفه ورحمته عليها وعلى جنينها وبارادته ومشيئته لينمو ويكتمل ويصبح وليدا فيأذن له مولاه حافظه فيبصر الدنيا, يئن ويرتجف ثم يكن ويهدأ عندما تأخذه حانيته وتضمه الى صدرها بأناملها متناسية آلامها وصبرها المرير وشقائها ومعاناتها فترة الحمل وشدة عذاب الوضع والمخاض وتعرضها للموت. لقد جعلتها فرحة احتضانها لمولودها وفلذة كبدها تتناسى كل معاناة وبإيحاء إلهي نجا من أهم قضية بفضل مولاه ثم بحنان والدته والتى لولا لطف ربه به لكان غائبا مع غروب يوم مولده ولم تشرق عليه شمس غده, سبحان من يهب الحياة لمن يشاء: انها أولى قضايا هذا الوليد والانسان ستكتب وتسطر فى بداية صفحته ودستوره سيذكرها عندما تنطوي الأيام والسنون ويصبح زوجاً وأباً سيعرف حينها وهو يرى بأم عينه تعرض شريكة ورفيقة عمره ودربه ومشاركته وجدانياً إياها معاناتها سيجول فى مخيلته ويتلمس ويتصورالحال الذى كان ينتاب والدته وقت وصوله الدنيا التى يعيش فيها الآن, وستتوالى بذهنه ذكريات الطفولة وبراءتها وقضاياها التى تخص تلك الحقبة الزمنية ثم صباه بحلوه ومره فشبابه الى أوان ولادة ابنه ضناه وخليفته فى ماله وأملاكه من بعده.. رباه رحماك به وبنا كلنا آباء مررنا بالحال والوضع الذى هو فيه وكلنا دونت فى منشوراته وصفحاته قضاياه لو حاول أن يطويها ويدثرها ما استطاع أو تمكن لانها جمعت وحفظت فى ملفات كثيرة وسيصعب عليه بل يستحيل التخلص منها.