ابتكرت عمالة سائبة ومخالفة لنظام الإقامة حيلة غريبة للعودة إلى بلدانهم مجانًا، ودون دفع «هللة واحدة»، وذلك بالجلوس على جسر المنصور بمكةالمكرمة في انتظار وصول دوريات الجوازات وتم القبض عليهم وترحيلهم خارج البلاد. «المدينة» تجولت على الجسر، ورصدت آراء بعضهم حيث يقول حسن كهرمان «باكستاني الجنسية» انه قدم إلى المملكة بتأشيرة عامل خياطة لدى كفيله وبعد قدومه إلى المملكة لم يستطع التوصل إلى الكفيل الذي قام باستقدامه إلى المملكة، وأنه حصل على التأشيرة وقام بشرائها عن طريق أحد أصدقائه العاملين في المملكة ما اضطره إلى العمل كمخالف لنظام الإقامة في أحد المحلات، وأنه بنصيحة أحد بني جلدته يرغب في السفر لبلده لشراء منزل ونصحه البعض بالقدوم إلى الجسر ليتم ترحيله من قبل الجوازات مجانا. أما تاج محمد عاصف هندي الجنسية فقال انه قدم إلى المملكة بتأشيرة -عامل نظافة- في إحدى الشركات الخاصة ومهنته الأصلية في بلده -عامل نجارة-، وأنه أمضى مع الشركة مدة عام لكن نظرًا لضعف الراتب هرب من الشركة ليعمل لحسابه الخاص لدى شركة أخرى لمدة سنتين وهو الآن يمني النفس أن يتم ترحيله لأنه يرغب في العودة إلى بلده بعد أن جمع ما يكفيه بناء منزل وإكمال نصف دينه. ويضيف عثمان مدي وأحمد ماني من دولة أثيوبيا أنهما من مخالفي نظام الإقامة، وأنهما عملا في تربية مواشٍ لدى مواطنين، وقضوا أربع سنوات ويعتزمون الآن العودة -إلى حيث تم نصحهم إلى القدوم- إلى كوبري المنصور ليتم ترحيلهم دون تكبدهم مبالغ مالية. وأوضح عدد من المواطنين الذين التقتهم «المدينة» أن تواجد هؤلاء العمالة بات يشكل خطرا أمنيا على المنطقة بجانب تشويه الوجه الحضارى لها، ويقول المواطن فيصل فلاتة: إن هذه العمالة كان ينبغي عدم إعطائها أملا في ترحيلهم على نفقة الدولة خاصة أن معظمهم هاربون من كفلائهم بعد أن كبدوهم خسائر مادية كبيرة ليعملوا على حسابهم الخاص، ومثل هؤلاء العمالة يجب أن يتم إجبارهم على أن يرحلوا على حسابهم الخاص. أما المواطن ممدوح باكري وعم بادرب فقالا: إن هذه العمالة احترفت الاستغلال وعليها أن تدفع ثمن ذلك للكفيل بوصفه الضحية في هذه المعادلة حيث لا تكاد تجد مواطنا استقدم خادما أو خادمة إلا وهرب من عمله ليعمل على حسابه الخاص والمتضرر الأول والوحيد هو الكفيل المغلوب على أمره، داعيا إلى وضع آلية لمثل هذه الفئة المستغلة ووضع حد لها حتى لا تتفشى بشكل أكبر لتصبح ظاهرة، ومن ثم يصعب التعامل معها أو إيجاد الحلول لها. ويرى المواطن هاني هوساوي أنه يجب سن قوانين وأنظمة رادعة تجبر هؤلاء العمالة السائبة على التفكير قبل التخلف أو الهروب من الكفيل، وفي نفس الوقت ضمان عدم انسياقهم في أمور أخرى مضرة بالمجتمع. من جهته أوضح الناطق الإعلامي لجوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين أن هناك حملات تقوم بها إدارة جوازات العاصمة المقدسة منفردة للقضاء على مثل هذه المواقع والقبض على مخالفي نظام الإقامة كما أن هناك أيضا حملات مشتركة تقوم بها الجوازات بالتعاون مع جهات أخرى ذات العلاقة للقضاء على العمالة الوافدة والعمل على ترحيلهم بعد تسجيلهم في نظام البصمة ومن يثبت تورطه يتم تحويله إلى الجهة المطلوب فيها.