أصبح تجمع عدد من مخالفي أنظمة الإقامة تحت الجسور الكبيرة في مكة الكرمة كجسر شارع المنصور ظاهرة سيئة تتكرر باستمرار دون ان نجد لها حلا جذريا. واذا ما تتبعنا اشكالية هؤلاء تجدهم إما متخلفين من الحج والعمرة وظلوا لفترات طويلة وإما عمالة وافدة هربت من كفلائها وتحولت الى عمالة ارصفة لفترات، بينما هم في سجل الهاربين في اجندة الجوازات التي لا تحتاج من الكفيل الا مجرد بلاغ بالهروب دون تحميله ادنى تبعية ولعل هذا ما يسهل للعمالة التسيب والتسريب في ظل عدم وجود جزاءات رادعة في حق العامل والكفيل. ويبقى السؤال ترى لماذا يعمد المخالفون والمتخلفون الى مثل هذه الظاهرة على مشهد ومرأى من الجوازات وبقية الجهات ذات العلاقة الاخرى. ويؤكد اغلب من التقيناهم ان السبب الرئيسي وراء تجمعهم هذا هو البحث عن الترحيل المجاني. يقول حسن كريم الرحمن باكستاني الجنسية انه قدم إلى المملكة بتأشيرة عامل تبريد وعمل لدى كفيله 9 أشهر براتب 1100 ريال ومن ثم قام أحد أقربائه الذي يعمل كخياط في أحد المحلات بنصحه بالهرب ومن ثم العمل على حسابه الخاص. ويضيف: الآن قضيت عامين ونصف في المملكة وجمعت في تلك الفترة 30 ألف ريال والآن أود السفر لبلدي لشراء منزل ونصحني بعض من الأخوة بالقدوم إلى هنا ليتم ترحيلي من قبل الجوازات مجانا. أما تاج حسين زادر هندي الجنسية فقال انه قدم إلى المملكة بتأشيرة عامل نظافة في إحدى الشركات الخاصة براتب 650 ريالا ومهنته الأصلية في بلده عامل نجارة، وقد أمضى مع الشركة مدة عام ونصف وعندما تعرف على احد من بني جلدته أغراه بأن يعمل لدى شركة تعمل في مجال الخشب كمخالف لأنظمة الإقامة والعمل لحسابه الخاص وبالفعل هرب وعمل لدى الشركة سنتين وهو الآن يمني النفس ان يتم ترحيله لأنه يرغب العودة إلى بلده بعد أن جمع 60 ألف ريال ليكمل نصف دينه هناك. ماذا يقول المواطن؟ في هذا الاطار يقول المواطن محمد الأحمدي ان هذه العمالة كان ينبغي عدم إعطائهم أملا في ترحيلهم على نفقة الدولة خاصة أن معظمهم هاربون من كفلائهم بعد أن كبدوهم خسائر مادية كبيرة ليعملوا على حسابهم الخاص ومثل هؤلاء العمالة يجب أن يتم إجبارهم على أن يرحلوا على حسابهم الخاص. اما نادر هوساوي والمواطن بدر الزهراني فقالا ان هذه العمالة احترفت الاستغلال وعليها أن تدفع ثمن هذا الاستغلال للمواطن الكفيل الضحية في هذه المعادلة حيث لا تكاد تجد مواطنا استقدم خادما أو خادمة إلا وهربوا من عملهم ليعملوا على حسابهم الخاص والمتضرر الأول والوحيد هو الكفيل المغلوب على أمره يجب أن يتم مراجعة آلية مثل هذه الفئة الاستغلالية ووضع حد لها حتى لا تتفشى بشكل أكبر لتصبح ظاهرة ومن ثم يصعب التعامل معها أو إيجاد الحلول لها. رأي الجوازات وأوضح قائد قيادة دوريات جوازات العاصمة المقدسة الرائد صالح القحطاني ان الجوازات تقوم بترحيل من يملكون جوازات سفر وتذاكر سفر أما من لا يملك تذكرة سفر نقوم بالتنسيق من أجل أن يحضر تذكرة من أجل ترحيله. أما ما يخص تتبع مخالفي أنظمة الإقامة والعمل فقد أوضح المتحدث الإعلامي لجوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين ان قيادة دوريات جوازات العاصمة المقدسة تقوم بعمل جولات ميدانية على جميع المواقع التي يتم فيها تواجد مخالفي أنظمة الإقامة والعمل ومن ضمنها المواقع المشهورة لتجمع العاملة الوافدة ليتم القبض عليهم ومن ثم ترحيلهم إلى بلدانهم حسب المتبع.