من أجمل الأشياء التي يستطيع الإنسان القيام بها ليسعد نفسه هي التعامل باقتدار ومهارة مع الأمور ببساطة. ومع تعقيد الحياة المعاصرة نرى آثار «الطفش» والضيق والملل في حياة كثير من فتياتنا اللواتي مازلن في عمر الزهور، ولم يدخلن بعد دوامة المسؤوليات المتتابعة. وما ذاك إلا بسبب الفراغ الذي يعانين منه. الشعور بالفراغ لا يعني أن الشخص ليس لديه ما يملأ وقت فراغه. بل إن السبب في الغالب أن الشخص لم يستطع أن يعمل الشيء المناسب والمفيد في هذا الوقت. وهل عدم القدرة على عمل الشيء المناسب في الوقت مناسب أمر لا يملك الشخص خيارا أمامه؟! المشكلة في بدايتها مشكلة في التصور، فلو تخيلت –مثلا- أن إحدى زميلاتك اتصلت بك، وأبلغتك بأن غدا موعد اختبار المادة الفلانية (وذكرت لك أثقل المواد الدراسية على نفسك)، فهل سيكون فراغك حينها طفشا؟ لذلك انظري إلى الجانب الإيجابي لكونك غير مشغولة، فضلا عن أن تكوني مشغولة بأمر تعتقدين أنه ممل بالنسبة لك. ولو قمت بخطوة أخرى أكثر إيجابية ، لوجدت أن أمامك فرصة لعمل أشياء مفيدة. هناك كثيرات يعتقدن أن الاستمتاع بالأعمال التي تتطلب جهدا وتركيزا لابد أن يأتي منذ اللحظات الأولى! ولكن لو هيأت نفسك لتحمل بعض التعب والملل في البداية، لأصبحت النتيجة ممتعة بالتأكيد. فكما يقال: «لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَبِرا» والصَبِر نبتة اشتهرت بمرارة طعمها، وتستخدم في العلاج أحيانا. عندما تضعين لك هدفا بسيطا، وتحاولين تحقيقه خلال فترة مناسبة، فإنك ستجعلين لحياتك مسارا آخر أكثر إيجابية ومتعة. فعلى سبيل المثال، يمكنك حفظ أجزاء من القرآن الكريم، أو تعلم برامج حاسوبية، أو حفظ عددا من الكلمات الجديدة من لغة أجنبية، سترين أن استغلال وقت فراغك -أو جزء منه- أصبح من الأوقات المميزة في حياتك، إضافة إلى أنها ستفيدك حتما في مستقبلك. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] @mshraim