في كل يوم نفيق فيه نصبح على كم هائل من الأخبار المتواترة والمسموعة والمنقولة، وهذا أمر اعتيادي في أي مجتمع بغض النظر عن أيديولوجيته أو ثقافته وأنماطه المسلكية! لكن الأمر المؤسف هو ممارسة نقل الشائعات والمعلومات غير المؤكدة عن فرد أو جماعة أو أي شخصية أيًا كان حجمها وموقعها في المجتمع؛ والأكثر إيلامًا أن المشكلة لا تتوقف عند ذلك الحد، بل تصل الشائعات إلى مسامع الناس وتدلف إلى بيوتهم منتشرة كانتشار النار في الهشيم بفعل برامج أجهزة الاتصالات الحديثة، وعند وصولها إلى أفراد المجتمع ترادفها ألوان من الألفاظ النابية والشتم، وصولًا إلى اتهام الآخرين في معتقداتهم وإيمانهم والمطالبة بالقصاص منهم بأشد العقوبات وأقساها! هكذا وببساطة تطلق الشائعات وتضخم ويتم الإقرار من قبل مطلقيها بإثبات تهمة خطيرة بحق إنسان غافل أو مظلوم دون بينة أو دليل! إنه لمنزلق مؤلم يتنافى كليًا مع مبادئ الدين الحنيف حيث أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم بالتثبت والتأكد من أي قول أو تهمة تحكى بحق إخواننا في الله، فضلا عن الذين يعيشون بين ظهرانينا في مجتمع مسلم وعربي واحد! إنه لأمر معيب أن نصيب الناس بجهالة وظلم، لأن الانسياق وراء الأكاذيب والاتهامات بحق الناس لا يجوز للإنسان المسلم الراشد، كما أن الثقافة السامية تلفظ تلك الأساليب الدونية في التعامل مع غيرنا. ولعل الأدهى والأمر أن يتدخل نفر من المتطفلين والجهلة في اختصاص عمل المؤسسات المدنية والمطالبة بمقاضاة فلان أو فلانة لمجرد قول لم يتم الجزم به يقينا؛ أو الاعتراف به من المتهم نفسه، بل يجب هنا استدعاء مروجي الشائعات والنظر في أمرهم لأن تركهم على حالهم هذا يدعو إلى إثارة الفتنة والبلبلة؛ وخرق القيم والعادات الحميدة، وتدمير ثقافة التعقل والرشد، ومن المهم أيضا أن يتذكر كل إنسان أنه محاسب على أقواله واتهاماته، وإن لم ينل جزاءه في الدنيا فهو موعود بحساب شديد في الآخرة. صحافة مبتدئة من أسباب فشل بعض الصحافة المبتدئة وبالذات المنعوتة بالصحف الإلكترونية عدم مهنيتها ومصداقيتها، وكذلك مكابرتها في العمل ضمن إطار عنصري ومناطقي ضيق وفاشل؛ وتزداد بعض تلك الصحف الإلكترونية فشلا على فشلها بعدم نشر مادة معينة سعت وراءها في الأصل، مما يدلل على إفلاس وضعف في مستواها الصحفي؛ تلك الصحف لا تستحق لقب صحيفة، بل منتدى يجمع المبتدئين في عالم خاص. [email protected]